بالتفاصيل.. " سلّة التسوية " التي جاءت بحسّان دياب رئيسا مكلَّفًا

27/12/2019 12:13PM

منذ تكليف الرئيس حسّان دياب لتأليف الحكومة العتيدة، والهجمة المرتدة بدأت عليه من كلّ الإتجاهات، وعلى الحكومة التي لم تشكّل بعد بطريقة استباقية لتلوينها قبل أن تبصر النور تارة على أنها حكومة حزب الله وطورا على أنها حكومة رئيس التيار الوطني الحرّ ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.

فيما انصب الهجوم بشقه الثاني على رفض قبول رئيس حكومة انزل في ليلة وضحاها على اللبنانيين ودون سابق انذار، على اعتبار أنه خلال مرحلة المفاوضات السابقة لم يتم التداول باسم حسّان دياب، حتى قيل انه " جاء بالبراشوت".

لكن عمليا، فإن اسم حسّان دياب لم يأت من فراغ، واسمه كان مطروحا في التداول منذ ما قبل اعتذار الرئيس سعد الحريري الأخير، لكن بعيدا عن الإعلام، ووسط تمسك الثنائي الشيعي بالحريري حتى عشية الإستشارات النيابية، دياب كان من بين الأسماء التي قُدمت من قبل الجامعتين اليسوعية والاميركية ليتم درسها على اعتبار أنها ستكون أسماء أكاديمية ومستقلة يمكنها أن تحظى بقبول الشارع والمجتمع الدولي، بعدما فُقد الامل من إمكانية إقناع الحريري.  

ويصح القول أنه مخطىء من يعتقد أن دياب مقرّب الى محور حزب الله أو حركة أمل أو حتى التيار، فبجردة بسيطة للرجل ولمكانته ووظيفته وعلاقاته، يمكن الجزم بأنه أبعد ما يكون عن تموضع ما يُعرف بـ "محور الممانعة"، ولا يشبهه لا فكريا ولا سلوكيا، وتشير المصادر هنا الى أن حزب الله تحديدا قدم تنازلا بتسمية دياب بعدما رست القرعة عليه. هذا التنازل جاء في إطار تسهيل مرور التسوية التي بدأت خارجيا وأسقطت داخليا، فلم يعد بالمستطاع انتظار "دلع الحريري"، فيما البلد يتأزم اقتصاديا ونقديا يوما بعد يوم. وبالتالي فإن دياب جاء ليكون رجل المرحلة لا طرف معين.

فبداية التسوية بدأت من لبنان، بعدما تبلور إطارها العام بين عُمان وطوكيو، وبينهما طهران وواشنطن، وما زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل سوى تأكيد على نضوج تلك التسوية. وتؤكد المصادر ما قيل عن دور لعُمان، على اعتبار أنها مطبخ التسويات في المنطقة، وقد ساهمت بشكل مباشر كونها تتمتع بحيز من صلاحية التفاوض بين الاطراف. وهنا نتحدث عن بداية تسوية إيرانية - أميركية تؤسس لمرحلة جديدة يضمن خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولاية جديدة، فيما تحصل إيران على مبتغاها من رفع العقوبات.

وبحسب المصادر، فإن خطوط التفاوض الإيراني - الأميركي بدأت بدفع عُماني وتشابكت خيوطها في طوكيو مع زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، وهو يقوم على منح ترامب اتفاق نووي معدل و موقع باسمه يعزز حظوظه بولاية ثانية بشكل كبير جدا، خصوصا وأن أمر عزله غير وارد. بالمقابل تكون طهران قد ضمنت أربع سنوات من رفاهية الإقتصاد في ظل اتفاق جديد وملزم لترامب نفسه وخال من أي عقوبات عليها.

وتلفت المصادر الى أنه حتى لو خسر ترامب الإنتخابات وفاز الديمقراطيون، فإنهم لن يستطيعوا التملّص من الإتفاق كون حملتهم الإنتخابية قائمة على العودة اليه. أما فيما يخص الملف اللبناني الذي يتأثر بصورة مباشرة في أي اتفاق دولي، فقد كانت زيارة هيل تتويجا للإتفاق عليه، والذي يتضمن عودة كاملة للنازحين السوريين بواسطة الامم المتحدة دون تواصل مباشر مع الدولة السورية، وبهذا يكون لبنان قد حقق انفراجا اقتصاديا من هذه الزاوية فيما لم يقدم الاميركي تنازلا لجهة فك العزلة عن دمشق. أما فيما يتعلق بالنفط والبلوكات، فيقوم الإتفاق، بحسب المصادر على ان تنتقل عملية التفاوض حول البلوك رقم 9 من يد الرئيس نبيه بري وحزب الله الى رئاسة الجمهورية، دون التنازل تلقائيا عن أي شبر من البلوك، بالمقابل تحصل أميركا عبر شركاتها على تلزيمات التنقيب بالبلوكات 5 و6 و7 أسوة بالشركات الروسية والفرنسية، وبالتالي سيُمنح لبنان انفراجا اقتصاديا ولكن بقدر معين.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa