الحريري - فرنجية "مش ظابطة"

على الرغم من سعي رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لتعويم الحريرية السياسية بعد النكسة الأخيرة التي تعرّضت لها، الا أن ما يجري على الساحة السياسية اللبنانية يُنذر بصعوبة مهمة الحريري الذي على ما يبدو يُعاني معارضة شرسة من جهة وقلّة ثقة من جهة ثانية.

هذا على الصعيد المحلّي، أما عربيّاً ودوليّاً فيبدو الحريري خارج أولويات الممسكين بالقرار اللبناني، الذين على ما يبدو لا يمانعون وصول شخصية سنية غير الحريري الى الرئاسة الثالثة.

في الداخل، ما يمنع السير بحكومة مواجهة بحسب المعطيات هو الوضع الاقتصادي الذي قد يفجّر الشارع أكثر من قبل ويؤدي الى توترات غير مسبوقة. الولايات المتحدة الأميركية وبعد زيارة مساعد وزير الخارجية دايفيد هيل اتّخذت القرار بوقف الضغط على لبنان، لكنّها لن تساعده. اللاعبون الآخرون ليسوا بذات الأهمية، فبمجرّد انكفاء أميركا تتبدّل المعطيات وتعود امكانية النهوض الاقتصادي قابلة للحياة. لكنّ المشكلة الداخلية الأبرز اليوم هي كيفية التخلّص سياسياً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل... الحريري المتضرّر الأكبر اليوم من خلافه مع باسيل يسعى الى بناء معارضة قوية ضد باسيل وبمساعدة من متضرّرين كثر في الداخل اللبناني. رئيس حزب القوات سمير جعجع قطع الطريق على الحريري في تحالف ضد "شخص"... جعجع وبوضوحه المعهود أعلن عن ثباته في خطّه المقاوم ضد سلاح حزب الله والهيمنة الإيرانية على لبنان.. لا دخل لباسيل الا في سياق دعمه لحزب الله لكنّ لا حلف مع الحريري ضد باسيل. من جهة أخرى حزب الكتائب اللبنانية لا يبدو قادراً على مجاراة الحريري بالمعركة ضد باسيل... فالحريري بنظر الكتائبيين فاسد كما باسيل كما السلطة الحالية برمّتها... لم يبق أمام الحريري سوى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. فرنجية العالق بين كرهه لباسيل على المستوى الشخصيّ والملزوم بخط باسيل السياسي، لا يملك القدرة على التصويب على رئيس التيار الا نادرًا.. يرفض فرنجية الحديث عن سلاح حزب الله ويرفض اتهام ايران بالتدخل في لبنان ويرفض اتّهام الرئيس السوري بالإجرام ويرفض التصويت ضد خيارات الحزب وباسيل من ضمن خيارات الحزب. مصادر مطّلعة أكدت للسياسة أن تهويل الحريري فرنجية بتحالف وشيك لا يعدو كونه مسرحية تزيد من الضغط على حزب الله لكفّ يد باسيل عن التدخل في تشكيل الحكومة. المصدر نفسه أوضح للسياسة أن فرنجية لا أمل له بالوصول الى بعبدا الا برضى حزب الله، وحزب الله يثق بباسيل ويعرف أن التضحية به تعني التضحية بالورقة المسيحية الأكبر. لذا لا يعوّل الحريري في مواجهة باسيل الا على السنية السياسية والتي تعاني اليوم من شحّ في القيادات..

المصدر : السياسة