بعد الضربات في العراق.. هل جنت على نفسها واشنطن؟

31/12/2019 05:02PM

تشهد الولايات المتحدة حالة من الارتباك والتخبط الداخلي، وذلك بعدما قام مجلس النواب الأميركي بالتوصية بعزل الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهذا ما يعني إلغاء الدورة الرئاسية الحالية، وهو أمر قد يمكّن ترامب من الترشح مجددا وكأن الدورة الحالية لم تكن.

غير ان خطوة عزل ترامب لم تكن مفاجئة أو حتى نقطة تحول بارزة. فقد كان الجميع على عِلم أن مجلس النواب سيصوّت لمصلحة العزل، في حين أن مجلس الشيوخ الذي يهمين عليه "الجمهوريون" لن يدين ترامب وينحيه عن منصبه.

ويدور الحديث بين الأميركيين حول  تداعيات اجراءات العزل من ناحية السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ونفوذها خاصة بعد الحديث عن إمكانية إعادة تعديل الاتفاق النووي، وهذا ما يؤدي حتما إلى زيادة في رصيد ترامب للتمكن من كسب الانتخابات الرئاسية المقبلة. 

وعلى الرغم من ذلك، يسود اليوم نوعا من الحيرة والقلق حول مصير الأمن الأميركي، خاصة بعد إقدام واشنطن ليل الأحد الفائت على شنّ غارات على المقر الرئيسي لكتائب "حزب الله العراقي"، في منطقة القائم بمحافظة الأنبار غربي العراق، الأحد. 

إلا أن أوساط  دبلوماسية، تعتبر أن خطوة واشنطن الأخيرة ستعزز حظوظ ترامب في الانتخابات الرئاسية المنتظرة من جهة، وتعطي الولايات المتحدة فرصة جديدة لكسب المزيد من النفوذ النفطي في الشرق الأوسط من جهة أخرى. 

وفي هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي أنيس النقاش أن "مجلس الشيوخ لن يُقدم على  عزل ترامب مما سيؤدي إلى المزيد من الانقسام في الداخل الأميركي". 

وفي حديث للـ"السياسة"، يقول النقاش أن "مسألة الانقسام تكمن في وجود فريق قوي متمسك بقرار عزل الرئيس ولن يترك هذه المسألة بل سيستمر في المحاربة، بينما هناك فريق آخر يدافع عن ترامب بشراسة وبالتالي هذا التوتر سيؤدي إلى صدامات في المستقبل خاصة في الحملة الانتخابية القادمة". 

أما عن ضرب واشنطن للحشد الشعبي،  يعتقد أن "خطوة أميركا الأخيرة لا ترتبط بترامب إذ إن واشنطن تتخبط في المنطقة منذ استدراكها أنها بدأت بالخروج عن الطريق خاصة بعدما بات الفرقاء يحققون المكاسب".

"أميركا أخطأت هذه المرة"، بحسب رأي النقاش. ويرى أنه" وعلى الرغم من لجوء أميركا إلى سبيل غير المواجهة العسكرية إلا أنها هذه المرة اطرت للمواجهة عسكريا"، مشددا على أن "الضربة ليست لمصلحة الولايات المتحدة إذ ستؤدي إلى عمل مسلّح قد لا يكون بضربة واحدة للرد عليها بل بمقاومة طويلة الأمد ستكون قادرة على اخراجها من المنطقة وهذا يعني أن واشنطن دخلت في مسار سيئ جدا". 

أما عن الحديث حول إمكانية تعديل الاتفاق النووي،فهناك محاولات من أجل وضع مدة للاتفاق النووي الذي ينتهي خلال 10 سنوات ليصبح إما أطول وإما أبدي، ولكن على الأرجح أن لا تقبل ايران بهذا الموضوع في ظل وجود العقوبات الأميركية، بحسب النقاش.

ويؤكد أن  "ايران لن تقبل بأي شرط من الشروط الأميركية المشبوهة الموضوع  على الرغم من الحديث عن تعزيز للرقابة وحضور المنظمات الدولية والمزيد من التطمينات ولكن عدم وجود سقف زمني ووضع ايران في موقف المُجبرة على التفاوض في ظل العقوبات حتما مرفوض بالنسبة اليها".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa