بري يقلب الميمنة على الميسرة.. وحزب الله الى المواجهة !

10/01/2020 02:35PM

بعد المسار السريع والإيجابي الذي كانت تسلكه عملية تشكيل الحكومة العتيدة، والأمل الذي كان يعيشه اللبنانيون بأن تبدأ  السنة الجديدة على وقع تأليف للحكومة، والإنطلاق بالعمل نحو وقف التدهور الإقتصادي والنقدي والمالي، وإعادة العجلة للمؤسسات  الدستورية.

الا أن التطور الأمني الذي فاجأ المنطقة والعالم، باغتيال السلطات الأميركية لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، أعاد خلط الأوراق وأطفأ نار محركات التشكيل. فالمنطقة بأسرها دخلت مرحلة جديدة من التوازنات بدأت آثارها تتجلى بالرد الإيراني المباشر على قاعدة "عين الأسد" نقطة انطلاق الطائرة التي استهدفت سليماني.

أما لبنان هذا البلد الصغير الذي يقع دائما في عين العاصفة، لم ولن يكون يوما بعيدا عن التطورات المحيطة بجغرافيته، وإن التطورات الإقليمية والدولية دائما ما تسقط على شكل الحكم فيه، باعتبار أن موقعه ودوره يحتّم عليه دائما التحصّن سياسيا ليتمكن من مجابهة التحديات السياسية على مستوى المنطقة تحديدا.

من هنا، جاء تسهيل مسار تشكيل الحكومة برئاسة حسان دياب، بناء على التسوية التي كانت تُعقد على المستوى الدولي، برعاية عمان بين أميركا وايران، وقد أُغلق الملف اللبناني في عمان على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، والسير بتسهيل تشكيل الحكومة، بحسب المصادر.

الا ان التطورات الجديدة في المنطقة والتي قلبت كل الموازين، أعادت الامور الى نقطة الصفر، بحيث أن الامر في لبنان بات يتطلب حكومة تتمتع بقاعدة سياسية  يمكنها مواجهة هذه التغيرات والمنعطف الجديد الذي تجنح نحوه المنطقة. 

بحسب المصادر ورغم كل التصريحات، فإن حزب الله لم يعد لديه مشكلة ولو حتى كانت الحكومة "حكومة مواجهة" كما أسموها، ولكن على قاعدة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يبدو أنه قلب المعادلات يوم أمس، وأعاد التشديد على مطلبه الأساسي بحكومة تكنوسياسية، بما يتناسب مع التطورات الحاصلة.

ووسط تمسك دياب  بموقفه الرافض لأي صبغة سياسية في تشكليته الحكومية، على الرغم من انه يشكلها أصلا باستشارة الكتل النيابية، تلفت المصادر الى أن لا مشكلة لدى الثنائي الشيعي إن تنحى دياب عن تشكيل الحكومة، فهو إما يذهب بالتوجه الجديد الذي يمكنه مجابهة كل المتغيرات، بما يعني ان يشكل حكومة اختصاصيين ولكن منتدبين من الاحزاب، وإما فليقرر ما يقرره.

وتشير المصادر نفسها، الى أن حزب الله، بعد اغتيال سليماني، قد يأخذ منحى آخر لجهة التعاطي مع الملفات الداخلية السياسية، وذلك بناء على مُعطى واحد، وهو التبدل السياسي الذي قد يتجلى خلال الأسبوع القادم في المنطقة، على قاعدة أن الانتقام لسليماني سيبدأ في مرحلته الثانية عبر فصائل المقاومة من العراق الى اليمن الى أفغانستان مرورا بحزب الله، وبالتالي قد تتأخر ولادة  الحكومة الى ان يتوضح مسار الامور في المنطقة.


 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa