حزب الله أمام خيارين.. والحريري "راجع"؟

11/01/2020 12:20PM

عدنا إلى نقطة الصفر. فجهود رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب تراوح مكانها، على الرغم من مساعيه المستمرة لإدارة التوازنات بين القوى السياسية حتى تستجيب تركيبة حكومته للمطالب الشعبية من دون تجاوز الخطوط الحمراء الدولية الضاغطة باتجاه تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، ورغم كل ذلك لا يوجد في الأفق  بوادر لتشكيل الحكومة المنتظرة.

عمليا، لا أحد يعطل ولا يعرقل ولا يضع العصي في دواليب قطار التأليف، ولا يعارض على هذا الوزير أو ذاك، ولا هذه الحقيبة أو تلك، إذ أكد رئيس التيار الوطني الحر  ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل أن القوى السياسة تعمل على مساعدة دياب في تشكيل الحكومة في أسرع وقت، كما أن الوطني الحر يمارس "الزهد السياسي" إلى حدود إلغاء الذات ويقدم كل التسهيلات. إلا أن تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري قد "قَلب طاولة حكومة الاختصاصيين"، وأعاد خلط الأوراق من جديد. واعتبر بري ان المرحلة تستدعي حكومة لمّ شمل وطني جامعة، وفق رؤية تتصدّى بنجاح لكل الهواجس الاقتصادية والاجتماعية، إنطلاقاً من تقديم مصلحة لبنان وكل اللبنانيين.

هذا الواقع يطرح تساؤلات عدة حول مدى تقبّل الشارع لحكومة مشابهة لسابقاتها، وما إن كانت ستحظى بالثقة الداخلية كما الخارجية خاصة بعدما أوحى أحد السفراء الأوروبيين أن المجتمع الدولي أعطى لبنان مهلة أسبوعين لتشكيل حكومة فعالة حاملة خطة اصلاحية منتجة. 

 وفي هذا الإطار، تلفت المصادر إلى ان ما جعل الامور تعود الى نقطة الصفر هو انكشاف "خدعة حكومة التكنوقراط" التي أطلقتها الأحزاب يوم إعلانهم عن ترشيحهم لحسان دياب وذلك للتمكن من إخماد نيران الشارع.

وترى المصادر أن فريق 8 آذار ظن أن دياب سيكون أكثر مرونة من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وبالتالي عملية تشكيل الحكومة الجديدة لن تستغرق أكثر من أسبوعين خاصة وأن كل حزب لديه لائحة بأسماء ممثليه.

أما الهدف من المماطلة والمناورة في ظل الأزمات الصعبة التي يمر بها لبنان، فما هو الا إصرار السلطة السياسة على تشكيل حكومة ليست قادرة على كسب لا الثقة الداخلية ولا الخارجية، بحسب المصادر.

وعن احتمال اعتذار دياب عن التكليف وعودة الحريري لترؤس الحكومة المنتظرة، تشدد المصادر نفسها على أن " الحريري لن يقبل سوى بترؤس حكومة اختصاصيين ومستقلين بعيدين كل البعد عن المناورات الحزبية والأجندات الخارجية.  فالرئيس الحريري "لا يعمل بهدف كسب النفوذ من جديد ولا يرفع سقف الضغوطات من اجل مصالحه الشخصية انما هو يمارس واجبه الوطني بالمحافظة على لبنان ومصلحة المواطنين وبالتالي لا يمكنه قبول منصب رئيس ادارة الانهيار بل يطمح لأن يكون رئيس الانقاذ، وبالتالي فكرة العودة على رأس حكومة سياسية خارج حساباته".

من جهة ثانية، ترى أوساط سياسية أخرى أن العودة إلى مرحلة الصفر أتت نتيجة اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني. إذ ما قبل مقتل سليماني ليس كما بعده. 

وتلفت الأوساط إلى ان مقتل سليماني وضع المنطقة أمام مرحلة جديدة، خاصة بعدما نصّب حزب الله ذاته مسؤولاً عن الانتقام، جاعلاً من مبدأ النأي بالنفس "نكتة" أكثر مما كان عليه، وبالتالي الأمور أصبحت واضحة إما حكومة حزب الله أو لا حكومة.

فحسان دياب مُكلف لا يحق له التأليف"، بحسب الأوساط السياسية عينها، والتي تعتبر أن الرئيس المكلف ما هو سوى "ماريونات" بيد حزب الله، الذي لن يقبل إلا بحكومة على مقياسه في مرحلة بهذه الدقة.

كما تلفت الأوساط الى أن " الحل الوحيد هو بإعادة إحياء الثورة لخوض المعركة من جديد أمام هذا الكمّ الهائل من الاستهتار واللامبالاة بوجع الشعب ولطرد كل من يحاول فرض أجندتهه الخارجية على أرضنا". 

وبطبيعة الأحوال، روسيا تسيطر على سوريا، أميركا تسيطر على العراق، وأذرع المحور الإيراني جميعها محاصرة بعقوبات أميركية لا مثيل لها من قبل، وبالتالي على الثورة أن تفرض واقعاً جديداً في لبنان.

وتعتبر هذه الاوساط السياسية أن "أمام هذا المشهد التدميري للمحور الإيراني، على حزب الله أن يختار مجبراً بين عدم وجوده في الحكومة أو استكمال الانهيار، وبالتالي لا حكومة تحت مبدأ "علي وعلى أعدائي"، أو حكومة لحزب الله يسقطها الشارع. وتضيف الأوساط: تحت وطأة هذه التطورات، السيناريو المتوقع للبنان، اعتذار حسان دياب ما يعني الفراغ الحكومي من جديد، وهذا الامر قد يُمهد لعودة الحريري ليتربع على عرش الرئاسة الحكومية.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa