تفاصيل التسوية الجديدة: فرنسا تعود بوكالة لبنانية.. والحكومة أول بادرة حسن نية

17/01/2020 03:16PM

كان كل شيء على ما يرام في المنطقة، وانعكاسا منها على لبنان في مسألة تأليف الحكومة، على قاعدة التسوية الإقليمية - الدولية، قبل أن تقدم أميركا على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فتضرب بعرض الحائط التسوية التي كانت ستدلي بنتائجها على كل من لبنان وسوريا واليمن ومعهم مستجدات الإتفاق النووي الإيراني.

تسارعت التطورات من كل الجهات بعد تاريخ الإغتيال، فتوقفت عجلة تأليف الحكومة في لبنان، فيما هدأت جبهة معركة إدلب، وبرز القطب الاوروبي الثلاثي مفاوضا شرسا على ملف النووي الإيراني. وبحسب المصادر، فإن الاعلان الاوروبي الثلاثي الأخير بخصوص الاتفاق النووي كان بدفع و ضغط فرنسي، ما ينذر بأن باريس بدأت حرب مصالح غير معلنة مع واشنطن في الشرق الاوسط، لتعود رسميا وبقوة الى مناطق نفوذها التقليدية في المنطقة، ولكن بوكالة لبنانية هذه المرة.

وتعتبر المصادر في هذا الإطار، أن فضّ النزاع الاوروبي المتعلق بالاتفاق النووي الايراني هو سيف ذو حدين، وإن كان بالشكل موجّه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الا أنه من الممكن أن يكون موجه ضد أميركا في المضمون، لانه سيخرج الدول الموقّعة من إطار التزاماتها فيما بينها. و هذه ورقة سياسية كبرى للاتحاد الاوروبي في وجه أميركا و لاحقا البريطانيين. اما في حال كان موّجه ضد طهران فقط، عندها سيكون جنود الاتحاد في الشرق الاوسط عرضة للخطر وذلك أسوة بالجنود الأميركيين. 

عجلة تسوية ما بعد اغتيال سليماني بدأت بالتحرك، فسارت معها تلقائيا الحلول على طريق تأليف الحكومة العتيدة. وكل الحديث عن أن حزب الله قد يعرقل في مكان ما هذه العملية أصبح كلام في الهواء، بحسب المصادر، التي تؤكد أن الحزب اليوم يريد حكومة تسيّر أمور المواطنين، حتى تتمكن من توقيع عقود خارجية عند حدوث أي مستجد إقتصادي.

إضافة الى ذلك، بدأ حراك الوساطة الفرنسية من جديد على خط إيران - أميركا، والتي تتضمن، بحسب ما كشفت المصادر، عرض أميركي برعاية الثلاثي الاوروبي، قائم على تعديل نقاط هامشية على الإتفاق النووي وإمضاء اتفاق جديد يحمل توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كهدية من للأميركيين قبل الإنتخابات، وورقة ردع قوية في وجه إجراءات العزل التي باتتت معلقة أيضا على مدى التجاوب الإيراني مع المفاوضات الجديدة. 

وعلى قاعدة أن لبنان أحد ملفات التسوية، أصبحت طبخة الحكومة قيد الإنتهاء باستثناء بعد "الروتوشات" التي تنتظر إكتمال الصورة المحلية والإقلمية - الدولية، وبالتالي فإن تسهيل هذا المسار يعد بادرة حسن نية للمفاوضات المقبلة على صعيد تقاسم النفوذ في المنطقة، ولا سيما الجهة الفرنسية التي تسعى  للعودة الى الشرق عبر بوابة لبنان ونفطه، حيث يعدّ اليوم وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الجهة الاكثر ضمانا لنتائج هذه المفاوضات بالنسبة للفرنسيين.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa