استمرار حكومة "حسان دياب" معلّق على شرط.. فما هو؟

23/01/2020 02:20PM

وأخيرا، الشعب "تنفّس الصعداء" وولدت حكومة حسان دياب التي راهن الكثيرون على أنها لن تبصر النور، كما راهنوا على اعتكاف دياب عن مهمته قبل الإنطلاق بها. ولكن للمرة الأولى لم تكن العقبات أمام مهمة التأليف اقليمية - دولية وصراعات خارجية على أرض لبنان، كما كان مهودا في السابق. فللمرة الاولى شهد تأليفها تعثرات داخلية بحتة، مقابل محاولات خارجية لتسيير الامور.

بعد التأليف، ومع انطلاق عمل الحكومة الجديدة، وضع المراهنون أنفسهم، هذه الحكومة أمام اختبار الثقة الذي ينتظرها، على قاعدة أنها لن تنالها ما دام الشارع منقلب عليها منذ اللحظات الأولى لإصدار مراسيم تشكليها.

لكن الواقع، يبدو مغايرا، وسط تغيرات جمّة يشهدها العالم والإقليم خصوصا، وبحسب المصادر، فإن الظن بأن هذه الحكومة ستنتهي قبل أن تبدأ هو من أبعد الأمور عن الواقع لأسباب عدة، أهمها الاتفاق الأوروبي، ومن ضمنه الفرنسي تحديدا على ضرورة إعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان لما يشكله من ارتياح عام على مستوى البلد، افساحا للمجال أمام تحضير الارضية بشكل آمن قبل التوجه نحو سوريا من جهة والنفط اللبناني من جهة أخرى، على الرغم من تشديدهم على ضرورة إرتباط المساعدة بالإصلاحات.

وهذا الأمر، لم ولن يكون منفصلا عن التقارب السعودي - السوري الجديد، والذي ظهر في الايام القليلة الماضية، يضاف اليه الإنفتاح الإيراني على الحوار مع الجيران. كما أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تعكس رضى أميركي عن حكومة حسان دياب وأسلوب تأليفها وشكلها بصورة غير مباشرة.

من هنا، ترى المصادر، أنه مخطئ من يظن أنّها حكومة لون واحد بالمعنى السياسي، بل إن هذه الحكومة هي نتاج توافق أميركي - إيراني غير مباشر برعاية عربية مصرية وقطرية وارتياح سوري، وذلك على قاعدة أن المرحلة المقبلة في الإقليم هي مرحلة " إعادة إعمار سوريا"، حيث ستعاود السعودية نشاطها بالدخول من بوابة دمشق بعدما سبقتها الإمارات، حتى لا تحصد قطر حصة الأسد من النعيم القادم في هذه المرحلة.

وبحسب المصادر نفسها، فإن لبنان كان إحدى ملفات التسوية الكبرى، وما ولادة الحكومة الا خطوة أولى في صفحات التسوية، التي تؤسس للمرحلة الجديدة، وما سيرافقها من مفاوضات أميركية - إيرانية قد تحتدم حينا وتهدأ حينا آخر ولكن على جبهتي سوريا والعراق، حيث الثروة الفعلية. فيما يبدو أن فرنسا قد حصدت حصتها الأكبر في لبنان جزئيا، مع هامش القبضة الأميركية على الإقتصاد اللبناني بعنوانه المتمثل بـ "الإبقاء على رياض سلامة" حاليا.

وبالتالي، فإن محاولات إفشال حكومة حسان دياب، لن تجدي نفعا، ما دامت التسوية الكبرى تسير على قدم وساق، ولم يحدث أي خرق قد يطيح بها أو يعيدها الى نقطة البداية. حيث من المتوقع بحسب المصادر، أن تتوجه هذه الحكومة بعملها نحو الإنفتاح على دمشق بعنوانين اثنين، أولها النازحين وثانيهما التبادل التجاري، ومنها الى العراق عبر معبر البوكمال، وبالتالي فإن حكومة حسان دياب تحظى بدعم معلّق على مسار هذه التسوية.

لذلك، تعتبر أوساط متابعة أن حكومة حسان دياب تستحق فرصة، بمواكبة شعبية عن كثب ومحاسبة إذا لزم الأمر، لتحقيق المزيد من مطالب الشعب وفرض خياراته بقوّة الشارع وترجمتها أفعالاً، ولكن بأسلوب لا يعطل الحركة العامة في البلاد.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa