تغريدة الحريري تُذكّر بالشهيد... فهل غرّد خارج سرب شارعه؟

28/01/2020 03:14PM

على وقع التظاهرات والاحتجاجات، ومن خلف جدران العزل تمكن مجلس النواب من إقرار موازنة 2020 بغالبية 49 نائباً ومعارضة 13 وامتناع 8 عن التصويت.

ووسط حفلة المناكفات التي أثيرت على خلفية دستورية انعقاد الجلسة في ظل حكومة تصريف أعمال، أو لجهة ضرورة تعديل الموازنة بما يتناسب مع التغيرات الإقتصادية والمالية لاسيما بعد انتفاضة 17 تشرين الأول، ومحاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري تأمين النصاب مهما كان الثمن على قاعدة "عملنا السبعة وذمتها". كانت المفارقة الكبرى بما سجلته كتلة المستقبل بتأمين نصاب الجلسة والتصويت المرتبك لاعضاء الكتلة الذين حضروا الجلسة بين ممتنع ورافض.

هذا الإرباك المترافق مع الصدمة التي خيّمت على الشارع السني الممتعض من موقف كتلتهم، اعتبرته مصادر مطلعة انه خسارة جديدة للرئيس السابق سعد الحريري من خلف جدران جلسة الموازنة، لما حاول استرجاعه في الشارع خلال فترة الاحتجاجات  في مختلف المناطق، إن كان في طريق الجديدة وكورنيش المزرعة ومحاولة السير الى جانب الحراك والمطالبة بحكومة تكنوقراط فقط. وهذا ما تبين من خلال التحركات الإحتجاجية التي نفّذها مناصرو تيار المستقبل أمام منزل النائبة بهية الحريري في مجدليون - صيدا، للتعبير عن امتعاضهم من  مشاركة كتلة المستقبل في جلسة إقرار الموازنة وتأمين النصاب لها.  

لكن بالمقابل مصادر تيار "المستقبل" تعتبر أن مشاركة الكتلة في جلسة مجلس النواب من أجل ممارسة مهامها الدستورية وتسجيل موقف مبدئي من الموازنة وعدم التحول إلى كتلة عاطلة عن العمل.

أما الحديث عن الحاح كتلة المستقبل للإستحصال على تبن واضح وصريح من رئيس الحكومة حسان دياب للموزانة، ردت عليه مصادر المستقبل، مؤكدة ان الهدف من ذلك كان رهان الكتلة على فرضية استرداد المشروع وتعليق جلسة المناقشة، والتي لم تنجح بعدما سار الرئيس دياب بمشروع الموازنة، فكان خيار الكتلة عندها البقاء وتسجيل الموقف بالرفض.

الا أن التباين في الآراء داخل كتلة المستقبل لجهة حضور الجلسة والتصويت على مشروع الموازنة، وما عكسه ذلك من ردات فعل في الشارع، اعتبره البعض أنه بداية انقسام داخل التيار، لكن مصادر "المستقبل" وضعت كل تلك المواقف في إطار حملات التحريض والمزايدات لتحقيق مكاسب سياسية، مؤكدة أن لا انقسام داخل التيار كما يشاع بل كتلة المستقبل في انسجام تام مع مواقف رئيسها. 

أما الحريري نفسه، فلم ينتظر طويلا بعد انفجار شارعه بوجه ما فعلته كتلته في جلسة الموازنة، وان كان ذلك قد تسبب بخسارة سياسية له بعد جهد جهيد، فإن العاطفة ستكون الحل الأمثل لإستعادة هدوء الشارع السني حيث نقطة الضعف تكمن باسم "الشهيد رفيق الحريري"، الذي وحده بسيرته وتاريخه يعيد لمّ الشمل. لذلك كانت خاتمة هذا النهار بتغريدة الحريري التي ذيلها بإمضاء أبيه الشهيد في وداع الوطن، وهنا تلفت مصادر المستقبل الى ان الهدف من هذه التغريدة كان ما تضمنته من معنى ضمني يفيد بأن  الحريري لن يتأخر عن اتخاذ أي قرار يصبّ في مصلحة لبنان، كاشفة عن أنه لو كانت الموازنة اليوم معروضة أمام حكومته لقرر استردادها حكما.

 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa