انتفاضة 17 تشرين.. هكذا حمى جعجع الشارع المسيحي

29/01/2020 12:18PM

في دائرة الاتهام بتحريك الشارع وتنفيذ خطة الانقلاب على السلطة السياسية من خلال دعم الانتفاضة الشعبية، وُضع حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع، خصوصا بعد ما سارع الى تلبية مطالب الشعب وقاعدته الحزبية عبر إعلانه استقالة وزرائه الاربعة من حكومة "الى العمل". 

خطوة "القوات" سرّعت وتيرة الضغط الشعبي الذي مورس من خلال إقفال الطرقات ومؤسسات الدولة، والتظاهرات الشعبية الحاشدة. إلا أنه بعد استقالة الحكومة، وازدياد الإشكالات على خلفية إقفال الطرقات بين مؤيد ومعارض والتي انسحبت بدورها الى المناطق المسيحية تحديدا، بدأت ساحات الانتفاضة تشهد تراجعا ملحوظا في أعداد المحتجين خصوصا في منطقتي جل الديب وذوق مصبح اللتين عُرفتا بمراكز الاستقطاب الشعبي "المسيحي" الأكبر خلال أيام الثورة الاولى.

تهمة المشاركة في الحراك لم تنفها "القوات" ومناصريها المنشترين على الساحات كافة المتواجدة في ما يُعرف بـ "المنطقة الشرقية"، ما أثار  بعض التساؤلات حول خطة "القوات" وأهدافها المراد تحصيلها من هذه الانتفاضة الشعبية. كما تساءلت بعض الأوساط السياسية عن نسبة تراجع جعجع عن خطته الانقلابية بعد ما أُخليت الساحات وفُتحت الطرقات كافة خلال الأسابيع الماضية. 

ولم تتوقف الإتهامات عند حد المشاركة، بل تعدّتها الى اتهام حزب القوات بتحريك الشارع، الا ان مصادر القوات ترد بعد صمت طويل، لتؤكد ان وجود مناصري ومنتسبي القوات اللبنانية في الساحات أتى نتيجة غضبهم من السلطة الفاشلة التي لا زالت تماطل في اتخاذ القرارات المصيرية، لكن لا قرارا سياسيا وحزبيا لهذا التحرك. 

وتعتبر المصادر أن القوات وقعت في "فخ الإنتفاضة اللبنانية"، على اعتبار أنّ كل من يعمل على إنقاذ بلده وشعبه من مخالب الفساد والظروف المعيشية الصعبة يُتهم تلقائيا بالإنقلاب على العهد. 

هذه الاتهامات التي طالت القوات اللبنانية ومناصريها  كانت الشرارة الأولى لاتخاذ أبناء منطقتي الذوق وجل الديب تحديدا قرار الانسحاب والاكتفاء بالتعبير عن مطالبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعدما تكررت الإشكالات بين أبناء المنطقة الواحدة، وصلت الى حد  إشهار السلاح بوجه المتظاهرين.

وهنا تكشف المصادر أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد اتحذ قراره النهائي بعد تلك الأحداث، وعمد الى الضغط على مناصريه للخروج من الشارع على الرغم من حقهم في الاحتجاج ولو كانوا محازبين. بالتالي نجح جعجع في حماية الشارع المسيحي من الفتنة وإراقة الدماء، التي ما كانت ستقدم سوى المزيد من التشنج والعداوة بين أبناء المنطقة.

لذلك، تضع مصادر القوات قرار حكيمها في إطار أنه " تعلم الدرس"، درس الماضي من حروب الإلغاء المتنقلة بين الطوائف، لذلك كان همه الوحيد حفظ الشارع المسيحي من أي خضّة لاسيما بعدما أخذت بعض ليالي الإنتفاضة منحا خطيرا بين شارعي الحريري والثنائي الشيعي.  

وتلفت المصادر في هذا الصدد الى أنّ  رئيس حزب القوات اللبنانية يعي مدى خطورة المخطط المراد تنفيذه لتدمير لبنان، وبالتالي لا بد من  السيطرة على الشارع المسيحي منعا للوقوع في الفخ الذي نُصب سابقا إبان حرب 1975 حتى اليوم. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa