رسالة بري تكشف بين سطورها خيوط مخطط خطير

هي ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها رئيس حركة أمل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الحركيين برسالة تنظيمية. وهو الذي اعتاد أن يظهر توجيهاته الى العلن في كل مرة تدعو الحاجة الوطنية وحتى الامنية الى ذلك.

الا أن رسالة بري يوم أمس، والتي توجه فيها الى اللبنانيين عموما والحركيين خصوصا، أثارت البلبلة، لا بل زادت الخوف في نفوس الحركيين. فقد حملت بين سطورها الكثير الكثير من الكلام الذي ما أراد بري أن ينقله بصورة مباشرة، تاركا المجال لمزيد من الوقت قبل الإعلان عن مقصده، وما هو عليم به. 

وكانت واضحة الصورة الضبابية التي ارتسمت أمام الحركيين يوم أمس بعد رسالة بري، فمنهم من أحس بخوف على شخصه، ومنهم من طرح تساؤلات عدة  عن خلفيات ما قصده.

الأكيد وبحسب أوساط الحركيين، أنهم على علم بأن الاوضاع الامنية في البلد ليست على ما يرام، الا أن رسالة بري والطريقة التي حاك بها كلماته جعلت من المسألة أكثر من كونها مخاوف أمنية عادية، وهو الامر الذي اعتاد عليه اللبنانيين، لتظهر على شكل وجود مخطط خطير يبدو أن بري على علم بكامل تفاصيله. الا أنه أبى أن يتحدث عنه، ليكتفي بتنبيه أبناء التنظيم على ضرورة "كظم غيظهم" ولكن من ماذا؟

تحدث بري عن طعنات من الخلف، وكأنه يوحي بأن المخطط الخطير ينفذ  بأيدي لبنانية، فكان تحذيره جازما بعدم الإنجرار الى ما وصفه بـ "الفتنة"، والتي يبدو حسبما يمكن أن يُقرأ بين سطور كلاماته أنها مرتبطة بلعبة خارجية تدور في فلك "صفقة القرن".

وهنا كان تحول كلام بري بضرورة التركيز على البندقية والمقاومة بوجه اسرائيل، فيما الإبقاء على الحوار داخليا مهما اشتدت الحملة التي أراد بري أن يوحي بسطوره أنها ستكون شرسة أكثر من المعتاد، تجاهه تحديدا وبصورة غير مسبوقة.

لم تكن رسالته بالامس عابرة، لا على من يقرأ في السياسة ويعرف كيف يمرّر بري رسائله في كلمات، ولا حتى على الحركيين الذين رغم الخوف الذي انتابهم على شخص بري، الأخ والأب بالنسبة لهم، توجهوا اليه ليلا بالقول " واصبِر لِحُكمِ ربِّك فإنّكَ بأعيُننا ".

وعلى الرغم من تلقفهم الرسالة بكثير من "الرضى والطاعة" على حد قولهم، ظل الحركيون في ضبابية من أمرهم، حول خفايا ما أراد رئيسهم إيصاله، منتظرين ما سيصفح عنه بالقريب.

المصدر : السياسة