بري يُعلن الحرب...

توقفت أوساط متابعة عند الخطاب الذي ألقاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، خلال الدورة الـ  30 الطارئة للاتحاد البرلماني العربي الذي التأم في الاردن اليوم، دعما للشعب الفلسطيني وقضية فلسطين ومساندتهما ومناقشة ما سمي بـ "صفقة القرن".

ورأت الاوساط أن خطاب بري يحمل الكثير من الدلالات على شكل المرحلة المقبلة التي تنتظر المنطقة، معتبرة أن بري الذي وصف الصفقة "بالصفعة" واعتبرها رشوة على مهر وقدره 50 مليار دولار، رافضا باسم مجلس النواب اللبناني واللبنانيين بصورة قاطعة صفقة القرن والتوطين بأي شكل من الأشكال، قدم بذلك جوابا نهائيا للعرب الحاضرين معه في قاعة المؤتمر، وكذلك للإدارة الأميركية حول موقف لبنان الاخير، وهو يعلم جيدا عواقب مواقفه خلال هذا الخطاب.

هذه العواقب التي حاول بري التلميح لها خلال الرسالة التنظيمية التي وجهها مؤخرا للحركيين، بات واضحا اليوم بعد خطابه أنها ترتبط بشكل وثيق بما يحاك في المنطقة في سبيل تنفيذ صفقة القرن. لكن بري، المعروف بجرأته، أعاد، بحسب الاوساط، التأكيد وبصورة واضحة دون أي مراوغة في انتقاء كلماته، على رفض الخضوع لأي تسوية أمام فرض التوطين مهما كان الضغط الذي يمارس.

الأوساط نفسها، تلفت الى أن بري رسم خارطة مواجهة الصفقة كخطوة مقبلة، واضعا إياها في قالب ثنائي لا ثالث لهما، بعنوان "الوحدة والمقاومة"، محاولا إيصال رسالة الى كل من يعنيه الامر، تفيد بأن فرض هذه الصفقة لن يواجه الا بـ "المقاومة والجهاد"، بعدما اعتبرها صفقة "إعلان حرب". 

وعلى غير عادته، كان بري هذه المرة قاسيا الى حد الإتهام تجاه العرب الحاضرين، وممن يمثلون الدول التي كانت على خط الصفقة أو حتى سكتت عنها، مستهزئا بصورة غير مباشرة من بيانات الإدانة والرفض التي اعتبرها شكلية طالما أنها لا تلزم الموقعين بعدم "التسلل أو الهرولة لخطب ود الجلاد وطلب صكوك الغفر" سواء تحت الطاولة أو خلف الأبواب الموصدة، محاولا بذلك أن يفهم الحاضرين أن لا ثقة ببيانات الإستنكار طالما أنها مرفقة بخطب الود، راسما علامات الإتهام على بعض الدول التي رفضت في العلن وتآمرت في السر.

وتوصي الأوساط، كل من يقرأ في السياسة والميدان، أن يقلّب الكلمات في خطاب بري المفصلي هذا، ويفنّد ما وراء قصده والرسائل التي وجهها لبنانيا وعربيا ودوليا، والتي فيها ما يكفي من "رفض الطاعة " والجهوزية للنزال إن تطلب الأمر "مقاومة"، على قاعدة أن "هالمرّة غير كل مرّة".

المصدر : السياسة