الفلسطينيون عالقون بين مطرقة عبّاس وسدّان "الصفقة"

12/02/2020 07:02PM

لم يكتفِ الغربُ بتجزئة المُجزّأ وتقسيم المُقسّم في سايكس-بيكو وحسب.

فالغولُ الجائع، لن يترُك فريسةً في الأرض إلّا ويقتات على فُتاتها، على شكل احتلالٍ تارة، وعلى شكل مقهى ومطعم تارةً أُخرى.. وقد أطلّ مؤخّراً علينا بفكرة! الصفقة فكرة، والفكرة لا تموت.. هكذا يراها "الاسرائيلي" ومن خلفه الاميركي.

الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لم يلجأ الى الأمن في تنسيقه الشأن الفلسطيني الداخلي هذه المرّة. بل الى مجلس الأمن. 

فبعد نفي خبر سحبه طرح صفقة القرن على مجلس الأمن والّتي قيل أنّها خطوة جاءت في سياق تخوُّفه من رفض الصين وروسيا تسجيل الفيتو عليها. افادت المصادر أنّ عبّاس يتوجّه لطرحها من زاوية مختلفة، وهي "نقض" صفقة القرن، او "ردها" بالمفهوم الأدقّ. 

الا ان الفيتو الاميركي سيكون حكما في المرصاد، و سيُدوّي فور وضع ملف طرح "الرّدّ" على طاولة مجلس الأمن. 

وهنا يسجّل عبّاس انتصاره التّاريخيّ أمام الشعب الفلسطينيّ.

كيف؟ بالقانون:

"للجمعية العامة أن تتخذ إجراء بشأن صون السلم والأمن الدوليين إذا لم يتمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عادة بسبب الخلاف بين الأعضاء الدائمين، من ممارسة مسؤوليته الأساسية. وفي حالة عدم انعقاد الدورة في ذلك الوقت، يجوز للجمعية العامة أن تجتمع في دورة استثنائية طارئة في غضون 24 ساعة من الطلب. وستدعى هذه الدورات الاستثنائية الطارئة إذا طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت من سبعة أعضاء أو بأغلبية أعضاء الأمم المتحدة".

بالتّالي، تنتقل القضيّة -على اعتبار أنّها أمنيّة تتعلق بالسلم والامن الدوليين- الى لجمعية العموميّة.

وهناك، تُلفت المصادر الى أن ترجح الكفّة الفلسطينيّة ويكون تصويت الأكثريّة لصالح فلسطين. 

بالمقابل، اشارت أوساط مطّلعة على الشأن الفلسطيني، أنّ صفقة القرن وكونها أُسقطت على حياة الفلسطينيين وحتى على صعيد جغرافية فلسطين، قبل أن تُبتّ صفقة او قانوناً او شرعة دوليّة، فهي تضمن حقوقاً أكثر للفلسطينيين من تلك التي تُعدّ "تحصيلهم الحاصل". بحيث أنّ المناطق الحالية التي تخضع لسلطة الاحتلال "الاسرائيلي" مُحرّمة على الفلسطينيّين. ومناطق الفلسطينيّين أنفُسهم، لا حُرّيّة لهم بالتنقّل فيها او منها او حتى اليها. بناءً عليه، تعتقد الاوساط أنّ صفقة القرن منفس للفلسطينيّين وليست إجحافا بحقّهم، بالمنظور الواقعي.

وبالتّالي، لا تُشكّل واقعاً سلبيّاً يرزح تحت وطأته الشعب الفلسطيني.

في حين أنّ ردّ الفعل الشافي من ناحية الفلسطينيين هي بوقف التنسيق الأمني الّذي ادّعى عبّاس أنّه وضع له حدّاً مع السلطات "الاسرائيلية" واطلاق يد المقاومة الداخلية الفلسطينية، من جهة. والتوجه الى مجلس الأمن لتأكيد قراراتها السابقة المتعلّقة بفلسطين ودعم مجلس الأمن بالقرارين 242 و 338 دون ذكر صفقة القرن. وهكذا يضع حدّاً لصفقة القرن من دون المساس بها. 

من هُنا، تعتبر المصادر الخطوة التي يقوم بها عباس في خانة البروباغندا ليس إلّا. إرضاءً للشعب الفلسطينيّ، الذي سجّل عبّاس بحقّه الكثير من "السقطات"، ابتداءً بالتنسيق الأمني، وليس انتهاءً به.

ومن جهة أُخرى، ليحاول وضع حدٍّ للاقتتال الفلسطيني الدّاخلي، الذي ما وفّر فرصةً ما استثمرها لرسم المزيد من خرائط الدم، في حين أنّ هذه الدماء لها وجهة أحقّ، وأدقّ.

فلسطين، صاحبة الحقّ في تقرير مصيرها، ليست حتّى طرفاً في صفقة القرن التي تتاجر بكيلومتراتها، من أقصى شمالها لأقصى جنوبها، إن اعتبرنا اميركا و"اسرائيل" اصلاً مخولتان تقسيمها.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa