ضمير الحريري حَضر فاتَّهم الضمير الغائب... التفاصيل على هذا الرابط

14/02/2020 09:50PM

 لم يُدعَ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى المشاركة في ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري، لكن باسيل كان الحاضر الأبرز بين المشاركين.

غاب باسيل فحضر في كل شاردة وواردة من خطاب الحريري الإبن، وحتى بين سطور الخطاب حضر! فكانت كلمة رئيس" التيار الأزرق"، إبن الشهيد، سعد الحريري، مخصصةً بأكثر من ثلثها لجبران باسيل، تارةً بالمباشر وتارةً بغير المباشر.

كيف؟

تحدث الحريري عن تهويل بعضهم بالتوطين، وقالها بالفم الملآن إنه ضد مسخرة التوطين: "هيدي مسخرة التوطين، حاجي بقا لاحقينا إنو نحنا بدنا التوطين، حاجي بقا تهولوا عالناس بهالكذبة!" وهنا قصد باسيل من دون أن يسميه.

تحدث الحريري عن 7 سنوات من أصل 14 عاماً ضاعت باسم الميثاقية وحقوق الطوائف، وقصد هنا أيضاً باسيل الذي غالباً ما يتحدث عن حقوق المسيحيين ويُتهم بالتعصب.

"تربعوا على الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة وشاركوا بـ "زعرناتها"، عملوا السبعة ودمتها" قال الحريري غامزاً أيضاً من قناة الوزير جبران باسيل، و "التيار البرتقالي".

 أكثر من ذلك، بحجر "القوات" صوّب الحريري على باسيل. كيف؟

قال الحريري: "قالولي ليه ما اعملت ورقة معو وخلّيتو يوقع عليها؟ إيه ع أساس باتفاق معراب كتير هوّي احترم توقيعه!" وطبعاً قصد هنا الوزير باسيل، الذي غالباً ما أشار إليه بـ "ضمير الغائب" (هو) موحياً أيضاً بأن ضميره غائب.

برأ الحريري "القوات" من تهمة الانقلاب على "اتفاق معراب" وحمل مسؤولية الانقلاب غير الشريف لباسيل، وثمة من يقول إنه لو علمت "القوات" بمضمون كلمة الحريري لكانت حتماً أوفدت، أقله، النائب ستريدا جعجع إلى بيت الوسط، لكن "القوات" لم تفعل وكانت حذرة في تمثيلها فأوفدت الوزيرة مي شدياق بدلاً من جعجع، وبررت شدياق الأمر بالقول إن جعجع مريضة، تبرير لم يقنع كثيرين، وخصوصاً أنه كان يمكن للقوات أن توفد نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان لتمثيلها. وهذا ما يؤكد أن "حزب الجمهورية القوية"  كانت لديه "نقزة" من كلام الحريري وإمكان أن يتعرض لـ "لطشة مباشرة منه في كلمته، ففضل عدم إيفاد أحد صقوره،  لكن تقديرات "القوات" كانت خاطئة، إذ إن الحريري اقترب مجدداً منها لا بل أعطاها صك براءة بأكثر من ملف وبأكثر من خيار سياسي اتخذته.

أيضاً وأيضاً، حضر باسيل في كلمة الحريري في ملف الكهرباء، فأكد الحريري أن "الطاقة" لم يتسلمها مرة بالتاريخ وزير محسوب على "تيار المستقبل" سائلاً من استلم "الطاقة" بعد عام 1999 ومن يستلمها منذ عام 2005؟ ولماذا وصلت كلفة الكهرباء إلى خمسين في الفئة من الدين العام؟ مشيراً إلى باسيل وفريقه!

ومن باب التعطيل، دخل الحريري أيضاً ليشن هجوماً على باسيل وفكره الإلغائي (غامزاً أياضاً من قناة ماضي رئيس الجمهورية وحرب الإلغاء) متهماً باسيل بشن حرب إلغاء على الجميع من دون استثناء!

الحريري بدا مستاءً من تعاطي باسيل الإلغائي معه، فهو برغم قوله إنه خرج من رئاسة الحكومة بملء إرادته عاد وحمّل باسيل مسؤولية إخراجه من سدة رئاسة الحكومة، بحيث قال: "كان بدك حكومة العهد يلي رح تجي، من دون الحريري! صحتين على قلبك!"

حيد الحريري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكثر من مرة عن صراعه مع باسيل وهجومه عليه، لدرجة أنه حمّل باسيل مسؤولية إفشال عهد عون ومسؤولية أخذ العهد ومعه البلاد إلى الانهيار فقال: "طيرت نصف العهد بالتعطيل وحروب الإلغاء، وخربت العهد وسجلت انهيار البلد على إسمك وإسم العهد ... برافو!"

ولعلّ أكثر عبارة مدوية في خطاب الحريري كانت "تعاملت مع رئيسين، رئيس ظل ورئيس أصلي" قاصداً طبعاً باسيل بالمباشر ولو من دون أن يسميه بحيث قال: "مع الأسف وصلت لمكان مضطر قول فيه إني تعاملت مع رئيسين، وكان المطلوب مني دايماً إني أمّن العلاقة مع رئيس الظل لإحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي!"

وحتى بنعيه التسوية الرئاسية،("صارت من الماضي وبذمة التاريخ") كان الحريري ينعي العلاقة مع باسيل أكثر من نعيه العلاقة مع رئيس الجمهورية، فبالنسبة إليه ظِلُّ  باسيل أخطر وأهمّ من شخص الرئيس!

وختاما استشهد الحريري بكلام راعي أبرشية بيروت للموارنة، المطران بولس عبد الساتر، ليضرب باسيل من أهل بيته المسيحي وليقول ختاماً إن "أهل السنة باقيين ومش رايحين لمحل"، وإنه باقٍ: "باقي ببلدي وبين أهلي" ولكن سؤال أخير في ختام هذا المقال:

"كلكن باقيين بالبلد، بس هل رح يبقى بلد؟"



المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa