بعد ١٤ شباط... باسيل يسجّل الهدف الاول في مرمى الحريري

16/02/2020 03:14PM

يبدو أن ألعاب الأطفال باتت تتحكم بمفاصل السياسة اللبنانية، وبدل أن ينكب الزعماء السياسيون سواء من بقي منهم جزءا من السلطة أو من خرج الى صفوف المعارضة، لمحاولة إنقاذ البلد من الغرق أكثر فأكثر. ها هم اليوم يستمرون في سياسة المناكفات وتسجيل النقاط على بعضهم البعض.

وقرار شركة طيران الشرق الأوسط  MEA بالأمس، لحصر قيمة بطاقات السفر بالدولار، ليس الا جزءا من هذه الحالة الهستيرية، فرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لم ينتظر 24 ساعة على حملته التي أطلقها بوجه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والعهد  في العلن، ليبدأ حملة المضاربات عبر المؤسسات.

وليس خافيا على أحد أن هذا القرار الذي صدر بصورة مباغتة، على الرغم من أن أزمة الدولار عمرها عدة أشهر وليست وليدة اللحظة، لتستفيق الشركة على مصيبتها وتقرر فجأة بأنها مضطرة الى اتخاذ هذا القرار، لا يمكن أن يضعه أحد الا في إطار الحرب الحريرية - الباسيلية التي استعرت عشية ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ولكن ماذا فعل الحريري؟

هو أعطى انتصارا ساحقا وبالقانون لجبران باسيل الخصم، دون أن يدري. فيبدو أن الحريري عندما قرر أن يبدأ حربه المؤسساتية بوجه القطب المسيحي الأقوى في لبنان، تناسى أو نسي أو أن بعده عن القصر الحكومي قد أغشى بصره، بأن لهذا الرجل ، أي باسيل، ذكاء كافيا يمكّنه من تلقّف أي محاولة ضده، وتحويلها الى انتصار ساحق، بكل سهولة. 

فباسيل الذي سارع الى القضاء فورا للوقوف بوجه قرار MEA الذي يشكل نقمة شعبية، وهو على يقين أن القانون لصالحه لما في الامر مخالفة صريحة لقانون الموازنة وقانون النقد والتسليف، سجل هدفا في مرمى الحريري الذي أراد أن يهز شباك العهد، ففشل مرة أخرى. 

وبين ذكاء باسيل وتوتر خصومه، أهداف نظيفة يسجلها الاول، فتسهّل طريقه فيما بعد  الى كل منافذ الدولة وصولا الى الكرسي الأول.

فمن احب باسيل أو من كرهه، يرى جيدا أن هذه الخطوة ستتحول الى نصر مجاني يُقدمه الى اللبنانيين عندما يُلغى القرار.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa