الطرابلسيون خائفون.. "الفقر والإهمال يقتلنا، فكيف الحال مع كورونا؟"

25/02/2020 12:39PM

بعد ظهور  الفيروس الجديد في محافظة " ووهان الصينية "، وذلك ضمن حملة إعلامية ممنهجة وصفت المرض بالوباء القاتل الذي سيقضي على البشرية مذكراً الشعوب  بأمراض الحرب العالمية الأولى وولياتها .

احتل كورونا "الفيروس الإرهابي"، نشرات الأخبار المحلية  والعالمية، ومنصات التواصل الإجتماعي , من الصين إلى لبنان مروراً بكل الكوكب الأزرق، فيما إنقسمت الآراء الفلسفية حول المرض بين من إعتبره وباءً قاتلا ومن استنتج انه ليس الا آداة لضرب إقتصاد الإمبراطورية الصينية.

لكن المنطق، يحتم على الناس أخذ الحيطة والوقاية، إنما بعيدا عن الهلع الهستيري، على اعتبار ان هذا الفيروس ليس الأول من نوعه، فقد سبقته فيروسات ادت الى اعداد كبيرة من الوفيات، ممن لم يكن لديهم جهاز مناعة قوي، وعلى سبيل المثال يشير مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة الاميركية أن الإنفلونزا العادية، قتلت وحدها 40 ألف شخص و وصل عدد المصابين الإجمالي إلى ما يقارب 80 مليون  نسمة في البلاد . 

فهل يُعتبر الكورونا وباء قاتل ؟

كان كل ذلك عادياً في ذهن الشعب اللبناني المنغمس في مناقشة كل القضايا السياسية و الأمنية و الصحية العالمية و الإقليمية و المحلية، إلى أن أعلنت وزارة الصحة إكتشاف أول حالة كورونا في لبنان. و كأن هذا البلد الموبوء إقتصادياً، سياسياً، أمنياً و مالياً  ينتظر الكورونا ليتأهل إلى يوم القيامة .

و بعيداً عن المهاترات السياسية التي رافقت حالة الإصابة الأولى القادمة من مدينة " قم المقدسة " في إيران عبر إحدى رحلاتها الجوية إلى مطار رفيق الحريري الدولية، و ما رافقها من إستغلالات سياسية محلية لجهة البلد التي وصلت منه المريضة اللبنانية.

رسمياً  و منذ اليوم الأول دأبت وزارة الصحة اللبنانية إلى نشر حملات توعية عن الفيروس و سبل الوقاية و ذلك للحد من إنتشاره , عبر الوسائل الإعلامية و الندوات  و على كافة منصات مواقع التواصل الإجتماعي كما حذت حذوها أغلب التيارات السياسية و المدارس و الجامعات .

و كغيرها من المسائل ، رافقت الكورونا موجةً شائعات إجتاحت لبنان عامةً و الساحة الطرابلسية خصوصا، حيث كثرت التساؤلات حول الإجراءات الطبية التي ستتخذها مستشفيات المدينة للوقوف بوجه هذا الوباء في ظل الإهمال التام الذي تعاني منه عاصمة لبنان الثانية  طرابلس ، و كيفية  تصرف الشخص الذي يشتبه بإصابته بيفروس كورونا.

وبعد تواصلنا مع العديد من مستشفيات  طرابلس و ضواحيها أجمعت مصادر طبية مخلتفة في المدنية، مشددة على نفس الإجراءات التي اعلنت عنها وزارة الصحة، فعلى المريض التواصل مع الوزارة  عبر الخط الساخن، وذلك للإفادة عن حالته الصحية و العوارض التي يعاني منها حيث تقوم الوزارة عند الحاجة بإرسال سيارة اسعاف مجهزة الى مكان وجوده و نقله من المدينة الى القسم الخاص في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت لإخضاعه للفحوصات الطبية اللازمة. و في حال خطورة الحالة  الصحية يتوجب على المريض  وقبل التوجه إلى المستشفى الإتصال بقسم الطوارئ لإطلاعه على العوارض التي يعاني منها و ذلك لإتخاذ إجراءات العزل خلال إستقباله  تفادياً لإنتشار العدوى .

وعلى الرغم من ذلك، نقل أهالي طرابلس عبر "السياسة"، تخوّفهم من عدم القدرة على الحد والتعامل مع الفيروس في مدينتهم التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة، إضافة الى تردي الخدمة الصحية فيها بشكل كبير، فضلا عن إحساسهم انهم حتى في مسألة حملات التوعية الصحية مهمشين، على غرار ما تقوم به المدن والأقضية الأخرى، وهم بأمس الحاجة الى ذلك كي يتمكنوا من حماية أنفسهم وسط إهمال الدولة على كافة المستويات، قائلين "نحن لا نملك ادنى مقومات الحياة، والفقر والإهمال يقتلنا كل يوم، فكيف سيكون الحال مع وباء قاتل؟"

وهنا، لا بد من الاشارة إلى أنّ 98% من المصابين  بالكورونا قد تعافوا نهائياً من المرض.

و بنتيجة هذه الإحصاءات الإيجابية و الإجراءات المتبعة عالميًا و محلياً , مال ميزان "كورونا" إلى جهة إعتبار المرض فيروسا عادياً يسهل التغلب عليه و الشفاء منه عبر إتباع الوقاية الصحيحة و التخفيف من حالة الهلع، على أمل أن تنجح إجراءات وزارة الصحة في منع إنتشار الفيروس في المدن و القرى للحوؤل دون تفشي هذا الوباء في البلاد .  

   


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa