بعد سقوط التسويات.. فرنسا "فانوس" لبنان السحري! اليكم التفاصيل

12/03/2020 01:27PM

صحيح ان قرار الحكومة تعليق دفع سندات اليوروبوند لم يكن مفاجئاً في ظل الأزمة المالية التي تشد الخناق على اللبنانيين، لكن لا شك في أن من يروّج لسياسة إنهيار لبنان يبالغ في التوصيف، إذ ينطلق من خلال حملة ترويج تحمل في طيّاتها وقائع من نسج الخيال بهدف إثارة الهلع عند المواطنين وفرملة عملية إعادة الثقة بين لبنان والدول الخارجية. 

وصحيح أن لبنان بحاجة ملحّة لـ"علاج" فوري لأزمته، إلا أنه بات واضحا أن هذه الأزمة قد انطلقت من رحم صراع سياسي داخلي – خارجي تبلور مع نجاح التسوية الثلاثية عام 2016. 

وقد أصبح محسوما اليوم وجود تنافس على مناطق النفوذ في لبنان ، والتي لم تقتصر على إدارات الدولة، إنما بدأت بالتوسع خلال السنتين الاخيرتين لتقسيم المحاصصات الداخلية – الخارجية على موارد النفط والغاز والبلوكات البحرية. 

لا يخفى على أحد أن الحصص في الداخل اللبناني  تم توزيعها على أساس الطائفية السياسية منذ تنفيذ التسوية الأخيرة. بمعنى أن بلوكات الجنوب هي من حصة الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، وفي بيروت والشمال للسنّة، وما بين بيروت وصيدا للدروز، وبين بيروت وطرابلس للمسيحيين، بحسب مصادر مطلعة.

وتلفت المصادر إلى أن الحصص الطائفية مقرونة بشكل أو بآخر بدعم دولي بحت، إذ إن كل جهة ترعى الطائفة المحسوبة عليها، بمعنى ان الحصة السنية مندرجة تحت الرعاية الخليجية، الحصة الشيعية تحت الرعاية الايرانية، أما الحصة المسيحية فمتاربضة بين الرعاية الاميركية والروسية. وما يُأزم الصراع دخول فرنسا على خط المحاصصة  وهي أكثر الدول المناحة للبنان. 

و"لبنان أمام خيارين"، بحسب المصادر، إما الخضوع للأمر الواقع والانصياع للرغبات الدولية، وإما الاستمرار بمواجهة الأطماع الخارجية وتحمّل المزيد من العقوبات والصدامات المالية. وفي كلا الحالتين الازمة مستمرة إلى ما يُقارب السنتين.

وبالعودة إلى الصراع "النفطي"، ترى المصادر عينها أن المعركة الدولية اليوم تقف عند نقطة ترسيم حدود لبنان البحرية ومعرفة مصير أنابيب النفط والغاز من وإلى لبنان. فتركيا اليوم تسعى لعقد تفاهم مع روسيا وايران، وبما ان السلطات الروسية تميل إلى التوافق مع الايرانيين فأصبحت تركيا خارج حدود المنافسة. لذلك ستكون روسيا اللاعب الأكبر اقليميا، وهي من خلال اتفاقية سوتشي حمت لبنان كما سوريا من "الشراسة" التركية، إضافة إلى علاقتها الوطيدة مع ايران وحزب الله تحديدا.

بالمقابل، وعلى خط التحالف الاميركي – السعودي الداعم للحصة السنية إضافة الى بعض الأحزاب المسيحية، تقول المصادر أن حرب العقوبات التي فرضتها واشنطن على حزب الله تحت ذريعة أنه حزب "إرهابي"  والتي أوقعت لبنان بمفاعيل اقتصادية سلبية، بالاضافة إلى الضغوطات التي تمارسها الخزانة الاميركية  على عدد من الدول العربية والأوروبية للحؤول دون تقديم مساعدات مالية للبنان، تبين بصورة واضحة سببيّة الأزمة اللبنانية ومدى تخبّط مجلس الوزراء أمام إيجاد الحلول المناسبة والسليمة. 

وعلى الرغم من هذه الضبابية، تبقى فرنسا الدولة الوحيدة التي تتطلع على خط لبنان من الناحية الايجابية رغم وجود بعض المطامع بالموارد اللبنانية،بحسب المصادر، إذ لا زالت الاليزيه تسعى لمساعدة لبنان معنويا من خلال إعطاء النصائح الاصلاحية، إضافة إلى تذكيرها الدائم بأن "سيدر1" لا يزال في الحفظ والصون ولا بد من تنفيذه ما إن تبدأ الحكومة بإظهار جديّتها العملية لمكافحة الفساد بمختلف الادارات. 

ومن هذا المنطلق، ترى المصادر أن لبنان بخير، وعلينا كلبنانيين إعطاء فرصة لحكومة الرئيس حسان دياب للعمل على تهيئة أرضية نظيفة للحكومات اللاحقة. فلبنان سيبقى على حاله إلى حين انتهاء المعارك الدولية بالتسويات.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa