هل سيعيد " كورونا " تلفزيون لبنان الى الواجهة مجدداً؟

عندما أقفلت المدارس أبوابها بوجه التلامذة بسبب وباء العصر المستجدّ وتوجهت معظم المدارس لتلقين تلامذتها عبر الانترنت. انتشرت رسالة من اب الى ادارة المدرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت رواجاً كبيراً بين روّاده.. البعض تبنّى وأسقط على نفسه الموقف، والبعض الآخر تعاطف وعمد على نشرها، وقد جاء في نص الرسالة:

"مديرتنا العزيزة نحترم كل الجهود التي تقدمونها لكي يبقى اولادي في جو الدرس ولكم كل الاحترام فلطالما توسلتم الحلول دون تاخر في اوقات الشدائد . 

انما اولادي ليس لديهم كمبيوتر ولا ايباد ولا فيسبوك ولا واتساب  ويستعملون هاتفي وانا مشترك بالانترنت مداورة شهر ايه وشهر لا .

توجهنا لطباعة الدروس ورقيا لنسهل على الاولاد فدفعنا عن كل ورقة ٥٠٠ ليرة وكل مادة ورقتين اي ١٠٠٠ ليرة عدد المواد بين ٦و١٢ .

اذا اخذنا بالمعدل .٩*١٠٠٠=٩ ألاف * ٥ اولاد = ٤٥ الف *مرتين في الاسبوع = ٩٠ الف ليرة .

واذا حصرناها بمفكرة واحدة كل اسبوع .

٤٥٠٠٠٠*٤ اسابيع  =١٨٠٠٠٠ ليرة .

١٨٠٠٠٠* ٤ اشهر = ٧٢٠٠٠٠ ليرة = قسط مدرسة خاصة .

وانا او زوجتي لا نعرف متابعة تدريس الرياضيات مثلا او العلوم .

فاعتذر منكم لانسحابي من مجموعات الدروس فالبطل في هذه الايام من يدخل ١٠ الاف في اليوم .

لا اريد ان اعلم اولادي فلو كان معي هذا المبلغ كنت دفعت اجار بيتي ولم اتركه لاسكن مع اهلي لاني فقدت عملي في هذه الازمة ولما كنت سجلتهم في مدرسة رسمية مجانية .

الف ليرة ثمن ربطة خبز ونحن في المنزل ٧ اشخاص اي نحتاج ل٣ربطات خبز يوميا لهذا لجانا للصيام   ...

الا لعن الله البطالة والعوز ..."

في هذا السياق، طرح النائب ادكار طرابلسي اقتراحاً عبّر عنه بالقول:"الفرصة القسرية لطلاب المدارس قد تطول، لماذا لا تُعطى الدروس عبر تلفزيون لبنان بالوقت اللي مش كل المدارس ولا كل المناطق مجهزة للتعليم والتواصل عبر الانترنت؟"

وكشف طرابلس لـ "السياسة"، أنّه قدم الإقتراح الى لجنة التربية النيابية الثلاثاء الفائت ونال تأييد بعض مسؤولي المدارس الخاصة، الا أن آخرين لم يوافقوا عليه وفضّلوا استعمال الوسائل الحديثة، معتبرا أنّ هذا الاقتراح هو بمثابة محاولة للّحاق بالعام الدراسي خاصة لمن لديهم امتحانات رسمية كشهادات الـ terminal والـ brevet اضافةً الى الشهادات المهنية.

وأضاف:" في الحرب اللبنانية سنة ال 75 76 ، خصصت الدولة 4 ساعات عبر تلفزيون لبنان يومياً لتعليم المواد الأساسية (math, biology, physics, ولغات) كي لا يفوت الطلاب شيء".

وأوضح قائلا: "اليوم في المدارس المقتدرة في بيروت وجبل لبنان يعتمدون على وسائل التواصل الحديثة لتعليم طلابهم، الا أن هذه الآلية لا تفلح لدى المدارس الضعيفة الامكانيات المادية والموجودة في أقضية محرومة كعكار، البقاع الشمالي ، وأماكن لم يصل اليها الانترنت بشكل طبيعي بعد. ومن ناحية أخرى، لدى الأهل الذين لا امكانيات لهم لتوفير الانترنت لأطفالهم ساعات للتواصل مع المدارس. اضافة الى أن معظم المدارس الرسمية غير مجهزة بهذه الوسائل".

فالحل إذا، بحسب طرابلسي، هو  إعطاء الدروس للطلاب عبر تلفزيون لبنان، مع العلم أنّهم تأخروا، بحيث أنه كان من المفترض منذ اليوم الأول لتعطيلهم أن ينتهجوا هذه الآليات، وتعليم المواد الاساسية ليتمكن الطلاب من اللحاق بالعام الدراسي، على اعتبار أن المرحلة اليوم تقتضي ذلك.

وفيما يخص سبب تعليق هذا الملف، كشف النائب عن " monopoly للجامعات الخاصة في مجلس التعليم العالي، وهم لا يريدون فتح نظام التعليم عن بعد والاعتراف بمعادلات للشهادات الصادرة عن فرنسا وبريطانيا وأميركا. لأنّ بيننا وبينهم اتفاقيات"، معلنا أنه بصدد اطلاق حملة وطنية لدعم هذا إقتراحه.

من جهته، لفت مصدر مختص بالأنظمة التربوية الى أنّ هذا الاقتراح ناجح إن اقترن بمنظومة متكاملة، معتبراً أنّ المنظومة المتكاملة تتضمّن التالي:"المحتوى، التفاعل، نظام ادارة التعليم، ونظام ادارة الامتحانات".

وأشار الى أن "المشروع الأول من نوعه في هذا المجال تم في سوريا عبر الجامعة الافتراضية التي تعتبر نموذجاً ناجحاً للتعليم عن بعد".

وبالتالي لا ينقص لبنان شيئا للسير في هذه الآلية لحماية مستقبل الطلاب، سوى تظافر الجهود والإبتعاد عن الأهداف الربحية وترك نهج المحاصصات بعيد عن القطاع التربوي، خصوصا في ظل هذه الظروف العصيبة. 

المصدر : السياسة