حزب الله محاصر بين الكورونا والعمالة

18/03/2020 03:58PM

يبدو أن حلقات مسلسل "استهداف" حزب الله، لا تزال سارية المفعول على قدم وساق حتى اللحظة، وتتسارع احداثها مع تسارع وتفاقم الأحداث على مختلف الأصعدة.

فمنذ اليوم الأول لانتفاضة 17 تشرين، يواجه حزب الله تحديدا حملة بأذرع اعلامية وقواعد شعبية مرتكزة على ناشطين هنا وجمعيات هناك، فضلا عن كل الخطاب السياسي المسير محليا وإقليما لإظهار لبنان محكوما من حزب الله وإيران، وبالتالي الباس ثوب تردي الأوضاع المالية والحصار الإقتصادي وأزمة الدولة بكل مكوناتها للحزب، فوحده من يخضع لقاعدة "جسمه لبّيس".

أشهر مترافقة مع اطلالات عديدة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مرت حتى خفت وهج الإتهامات بسيطرة حزب الله على مفاصل الدولة، مقابل ارتفاع وتيرة الحديث عن الخطط الإنقاذية التي بدأت الحكومة الجديدة العمل عليها.

إلا أن فيروس "كورونا" وعلى الرغم من أنه وباء يصيب الإنسانية في مقتل، كان في مكان ما خشبة خلاص يمتطيها من يريد توجيه سهامه مجددا الى جسم "المقاومة"، فعادت المعركة عبر بعض الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي مصطحبة بجولة عنوانها الوحيد " حزب الله أدخل كورونا الى لبنان"، الى ان حسم السيد نصرالله هذا الجدل، لاسيما بعدما ظهر الى العلن كيف كانت خطة طوارئ حزب الله لمكافحة الفيروس سباقة في مناطق نفوذه نظرا لعديد كوادره وامكانياته المادية وتشديد المسؤولين على ضرورة ترك مسألة تصفية الحسابات السياسية جانبا.

لكن القضاء أعاد مجددا الطابة الى الملعب، وكان قرار إخلاء سبيل العميل عامر الفاخوري، خنجرا في خاصرة حزب الله تحديدا، الذي تلقى موجة ضغب عارمة حتى ممن يُعتبرون جمهوره، الذي عتب على عدم تحرك الحزب في هذا الخصوص والإعتماد على بيان استنكار عادي، الامر نفسه انسحب على قيادة حركة أمل ممثلة برئيسها نبيه بري. وحمل الثنائي الشيعي وتحديدا "المقاومة" إثم خروج عميل وضرب عذابات الأسرى ودماء الشهداء بعرض الحائط.

هنا تتوقف بعض المصادر عند الجدلية غير المنطقية التي ينتهجها كثيرون، وتقسم المصادر الغاضبين  من قرار تسريح الفاخوري والمهاجمين الى قسمين: قسم ينتقد ويسأل انطلاقا من غضبه وحزنه وأسفه من هكذا قرار وحرصا من أن يُستخدم ذلك في ضرب صورة المقاومة وبالتالي على الأخيرة أن تخرج وتسمي الأشياء بأسمائها. وقسم يكيل الإتهامات ويفترض سيناريوهات ويحمّل الحزب كل هذه المسؤولية كرها بها وليس بالفاخوري نفسه.

وتجزم تلك المصادر بأن حزب الله تعرض "للطعن في الظهر" في هذا الملف الذي يُستثمر الآن لضرب صورته لاسيما في بيئته، مستندة في حجتها على أن حزب لم يتدخل يوما في عمل القضاء وأكبر شاهد على ذلك كان مسار تعامل الحزب مع ملف العملاء منذ ما بعد تحرير عام 2000، حين تم التساهل مع الكثيرين من عملاء جيش لحد، ولم يتدخل حينها في ملفاتهم القضائية بل جل ما فعله رفضه لتلك الأحكام الشكلية.

المصادر نفسها، تؤكد أنها غيمة وستمر، وأن ذلك يعد جزئية في مسار الصراع مع أميركا التي تدفع بكل قوتها وأدواتها لإظهار لبنان على أنه لعبة شطرنج بيد حزب الله. الا أن هذا القرار ضحد كل تلك المحاولات وأثبت قوة النفوذ الاميركي المتجذر في هذه الدولة، ولن تكون مسألة العميل الفاخوري سوى خسارة حزب الله لمعركة من بين صولات وجولات شد الحبال مع الإدارة الأميركية. 

وعلى السبيل السخرية، تسأل المصادر عن الإزدواجية التي يتعاطى بها من يتهمون حقدا لا على أساس بينة، وهم يحاضرون ليلا نهارا بالدولة والمؤسسات وضرورة كف يد حزب الله عن التدخل في الدولة، وعندما صدر قرار كهذا أرادوا من حزب الله التدخل في القضاء واستخدام نفوذه لإعادة الفاخوري الى السجن لا بل راح العديد منهم أبعد من ذلك في مطالبة الحزب بالقصاص من العميل، وهم نفسهم لو أقدمت المقاومة على قتله لقالوا عنها "مجرمة".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa