بالتفاصيل.. ماذا تعني الاجراءات التي اعلن عنها دياب؟

بعد ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا في لبنان الى ٢٣٠ إصابة، وبدء دخول لبنان مرحلة الخطر، وسط استهتار بعض اللبنانيين بالخطر الذي يداهم المجتمع، خرج رئيس الحكومة حسان دياب منذ قليل ليعلن رفع منسوب الخطر والتشدد في الاجراءات المتخذة واضعا الجيش اللبناني والقوى الامنية وشرطة البلديات في موقع تسلم زمام الامور ميدانيا.

فهل ما اعلنه دياب هو منع تجول وحالة طوارئ ام ما زلنا في المرحلة التي تسبق ذلك؟

دستوريا، لا يحق لدياب اتخاذ قرار منع التجول مباشرة وبصورة علنية، لانه وعملا باحكام الدستور فان قرار منع التجول صراحة يقتضي ان يسبقه حكما اعلان حالة الطوارئ بصورة علنية بعد قرار يتخذ بموافقة ثلثي مجلس الوزراء.

وبالتالي، فعند استخدام صلاحية اعلان حالة الطوارئ استنادا الى المرسوم التشريعي ٦٧/٢٥٠ يصار الى اتخاذ قرار بمنع التجول مع ما يرافقه من اجراءات وتسليم القيادة العسكرية زمام الامور والمصادرة، ومن ثم تتم احالته الى مجلس النواب ليبت به خلال ٨ ايام.

لذلك واستنادا لما تقدم، ولان الوضع الصحي لا يحتمل ترف انتظار الاجراءات القانونية والدستورية التي تقتضيها عملية اعلان حالة الطوارئ ومنع التجول صراحة، كان قرار مجلس الوزراء برفع منسوب التشدد في اتخاذ التدابير اللازمة واعطى صلاحيات للقوى العسكرية في الميدان عبر خطط امنية في كل المناطق، وقد استخدم لذلك مصطلح " منع التجول الذاتي".

من هنا يمكن ان يطلق على اجراءات الحكومة عملية " الحد من التجول" لا " منع تجول او حالة طوارئ"، تحت مراقبة القوى العسكرية، اي استخدام بعض اجراءات حالة الطوارئ المنصوص عليها دستوريا، ما يجعل تدابير الحكومة متشابهة الى حد كبير مع اجراءات الطوارئ لكن بشكل ضمني ودون اعلان رسمي صريح.

المصدر : السياسة