26/03/2020 10:41AM
كتب الدكتور هشام الأعور في "السياسة": رئيس الكلام.. إستراتيجي بإمتياز بوصلته السياسية لا تخطىء مقاوم لم تتعبه الأيام". بهذه الكلمات يختصر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب شخصية الرئيس نبيه بري وما يرمز اليه من حركة سياسية عريقة، انبثقت من ألم الناس وفقرهم وتهميشهم، وسعت جاهدة عبر مؤسسها الإمام موسى الصدر، إلى تحقيق مواطنة شاملة وحاضنة تتوزع مسؤولياتها كما منافعها على جميع اللبنانيين بالتساوي. نستذكر هذا الكلام والذي غالبا ما يردده الوزير وهاب في مجالسه الخاصة تاكيدا على العلاقة التاريخية الذي تجمعه مع الرئيس بري والتي تعود بداياتها إلى العام 1984 وقد تجذرت مع
الايام رغم الطبيعة المتغيرة لمعظم التحالفات الحزبية لا سيما في الانتخابات النيابية، لكن يبقى التمسك بخيار المقاومة والتاكيد على عروبة لبنان والتطلع الى بناء دولة مدنية من القضايا الاستراتيجية التي تجمع ولا تفرق بين الطرفين. هي الحقيقة التي يحاول البعض القفز من فوق خندقها الواحد سواء عن جهل او ادراك في كل مرة يتناول فيها الوزير وهاب احد الملفات الداخلية ورفضه الواقع المزري الذي يعيشه اللبنانيين على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي والنقدي والذي يضعنا جميعا أمام مفترق طرق: إما الابقاء على نفس الذهنية التقليدية بآلياتها ومنطقها ومحاصصاتها وفسادها المستشري؛ والتي تسهم كل مرة في إحداث كوارث لا حصر لها في البلاد. وإما العبور إلى أفق جديد بذهنية مبتكرة، لابداع واقع جديد، بقواعد لعبة جديدة، قائمة على مشروعية شعب لا طوائف، وخيارات تنطلق من كرامة الانسان كشرط اول في توفير دينامية مجتمعية وجاهزية جلية للعبور إلى دولة مدنية.
لم تعد القضية اليوم قضية من يؤيد المقاومة ومن يعارضها، فهذه مسألة اصبحت من المقدسات في ظل ما يواجه المنطقة اليوم من تحديات وفي طليعتها "صفقة القرن" التي اعلن عنها الرئيس الاميركي ترامب خدمة لمصالح "اسرائيل" على حساب القضايا العادلة لشعوب المنطقة وفي طليعتها القضية الفلسطينية بل السؤال يطرح على "السياديين" "والتقدميين" "واليساريين" "والتغييريين" وعلى كل الغيارى على مصلحة الوطن : أين يضع هؤلاء أنفسهم إزاء ما يجري اليوم على الساحة الداخلية؟ هل أصبحوا جميعا يعيشون في عزلة عما يحصل من حولهم من انتفاضة شعبية ام ثورة مطلبية - سمها ما شئت- وهي سلسلة مطالب وطروحات يرفعها شباب لبنان الذين هالهم ما وصلت اليه أوضاع دولتهم المهترئة ام سيكونوا شركاء فعليين في قيامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والقضاء المستقل يدافعون عنها بشراسة والتعاطي معها باعتبارها المعركة الداخلية التي يخوضها الشعب اللبناني بجميع مكوناته من اجل كرامة وعزة وديمومة الوطن؟
ولم تعد القضية قضية خيار بين مشروع الدولة ومشروع اللادولة، بل قضية أية دولة نريد، وأي نظام نرتضي، بعدما تبين أن أكثر من يزعمون بانهم حاملي مشروع الدولة لم يكونوا أقل هتكاً للدولة أو أقل فساداً من غيرهم.
كذلك لم تعد القضية تنحصر فقط حول قضية الاختيار بين المحاور الدولية بقدر السؤال أيضا عن السبيل في الخروج من مستنقع المديونية العامة نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة التي انتهجت من قبل الحكومات المتعاقبة منذ مطلع التسعينات والتي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من ازمة تطاول المواطن في لقمة عيشه ومستقبله المجهول والمفتوح على كل الاحتمالات الصعبة.
لو كان الإمام الصدر بيننا لتخيلته في مقدمة الرافضين لما يتعرض له المحرومين والمتألمين والمهمشين والمنبوذين والجائعين والمرضى ، وليقول للجميع أن لا قيمة لوطن من دون هؤلاء، ولا شرعية لدولة نسيتهم. وهو منطلق تجده متدفقاً وبكامل زخمه في الدعوات المتكررة للوزير وهاب والذي يعكس من خلالها هواجس وتطلعات ساكنة وحية في قلوب موجوعة وهي تصدر عن شخصية تتمتع بجرأة قد تبلغ حدّ المجاهرة بالحقيقة التي تغضب الكثيرين ، ما ينمّ عن غياب المصالح والحسابات الشخصية عنده، فهو يعلن ما يفكر فيه ولا ازدواجية في خطابه، وهو على عكس الصورة الذي يتعامل فيها مع عامة الناس بلطف ودبلوماسية والرد على حاجاتهم ومطالبهم بقدر المستطاع نراه بشخصية أخرى على وسائل الاعلام والتي تتميز بصراحة كلية، صياغة حادة، مواقف حاسمة ومصارحة والتي تصل الى حد ازعاج الحليف او الصديق والعتب احيانا بما لا يفسد للود قضية. بعد أربعين عاماً على رئاسته حركة أمل وسبعة وعشرين عاماً على رئاسته مجلس النواب بات للحياة السياسية والبرلمانية مع الرئيس بري نكهة خاصة. وحده ربما مؤهل من موقعه للعب هذا الدور. بعد غياب الإمام الصدر اصبح بنظر الكثيرين بمثابة الإمام غير المعمم فيما يوصف وهاب "بجرأة الأمل" عند هؤلاء الذين نفضوا عن جسدهم ثوب العبودية والخروج عن الشرنقة الضيقة انطلاقا من الجبل الى الوطن وصولاً الى الأمة
شارك هذا الخبر
الراعي من قصر بعبدا: ناقشت مع الرئيس عون المواضيع كافة و"في شي ممتاز وفي شي بدو انتظار"
إطلالة لقاسم اليوم
ولائي لوطني لبنان.. حملة واسعة لتأكيد الانتماء للبنان ورفض هيمنة سلاح الميليشيات
الرئيس عون يستقبل البطريرك الراعي في هذه الأثناء في قصر بعبدا
توقيف مروّج مخدرات
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة... إليكم آخر المستجدات
لقاءات عدة لبري اليوم
تحضيرات مؤتمر LARP الخامس: زيارات ودعوات رسمية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa