على طريقة "نحنا حدك"..الاطباء النفسيون يدخلون المواجهة مع كورونا.اليكم التفاصيل

هذا اليومُ لكُلّ مُصاب، لكُلّ من شفي، لكُلّ من أكله قهره ووسواسه، لكُلّ طبيبٍ وممرّض وصديق أو حبيب مريض، لأهلهم وأطفالهم ومعارفهم: 

"هذا الوقتُ سيمُرّ". 

انطلاقاً من أهمية الصحة النفسية وحساسية المرحلة والوضع الحالي، أطلق طالب الماجستير في علم النفس حسين حمية مبادرة "نحنا حدك"، ضمّت اخصائيين واساتذة اختصاص في الجامعة اللبنانية.

وكشف حميّة للسياسة أنّ سبب اطلاق هذه المبادرة هو "اغفال متابعة الصحة النفسية والتركيز على واقع الصحة الجسدية، في حين أن التأثير النفسي لهذا المرض أعلى منه في أي مكان آخر".

وأضاف حسين:"استطلعنا المستشفيات ولاحظنا أن طواقم المستشفيات وأرقام وزارة الصحة مستهدفة ممن يتوهمون المرض أكثر من المصابين، وهذا ما يدعى اضطراب توهم المرض".

وتابع:" في الكوارث، التدخل والمرافقة النفسية والاسعافات الاولية النفسية هي الأهم، وهذا دورنا". مؤكداً ان"المتابعة لا تقتصر على المصاب بالفيروس بل حتى أهله وعائلته التي لا تقل حالتها أهمية عن حالة المريض، خصوصاً أنهم ملزمون بالحجر الصحي".

انطلاقاً من هنا أكّد حميّة أن عمل المبادرة يطال 3 جهات: المريض، المخالطين، وجهات الحجر الصحي وهم عموم شرائح المجتمع"، مؤكداً أن "العوائل المحجورة التي تستيقظ صباحاً لتواكب عداد كورونا ستتأثر حكماً ،وتحديداً الاطفال".

ويعتبر حسين حمية أنّ "التدخل المتأخر هو ما قد يتسبب بالكارثة. فنحن شعوب قلقة اصلاً".

انطلاقاً من كل ما ذكر، اطلق هؤلاء الجنود مبادرتهم بالتنسيق مع الجامعة اللبنانية التي ينتظرون منها حتى اللحظة تبنّي هذه المبادرة، إلا أن بعض الدكاترة دعموا وتبنّوا.

مطلقو مبادرة "نحنا حدك" الذين يملكون اذن مزاولة المهنة تواصلوا مع وزارة الصحة وينتظرون منها الجواب الشافي. وحان الوقت لأن تكسر بعض الجدران البيروقراطية الادارية بالتعاطي والتواصل بين الجامعة الوطنية ووزارة الصحة.

أمّا عن كيفية تطبيق هذه المبادرة، فهي قائمة على طرحين أساسيين:

-تشكيل فريق ميداني من المتطوعين يحقق مناوبات في مستشفى رفيق الحريري لمتابعة الوضع الصحي للمرضى والطواقم الطبية على حد سواء.

-دعم وإرشاد نفسي عبر الخطوط الساخنة.

يركز حمية على أهمية تواجد الاخصائيين في المستشفيات لأن "التأثير يكون فعّال أكثر عمدما تكون المسافة أقرب"، ويعتبر أنّ التركيز سيستهدف تصويب الافكار الخاطئة لمدى تأثيرها على الشعور، والسلوك بالتتابع"، مؤكداً "نسب الشفاء عالية ومن هذا المؤشر ستنطلق المتابعة النفسية". 

وبالتالي ستبنى المبادرة على نقاط اساسية:

-خلق وعي نفسي (محتوى توعوي)

-إرداف الجمعيات والجهات الفاعلة بمتطوعين

ويضيف حميّة:"مجتمعنا لديه صلابة نفسية تجاه ما يحدث نظراً لما عاناه اصلاً من أزمات وويلات على امتداد السنوات السابقة. هذه الصلابة النفسية تجعلنا أكثر صلابة من مجتمعات الحداثة، لكن هذا لا يعني أننا لا نتأثر"، مؤكداً:"يجب أن نتحضر للأسوأ ونتوقع الأفضل".

وختم حميّة بنصيحة لوسائل الاعلام تقتضي بـ "تخفيف ثقل الاخبار السوداوية، وأن تنشر مرة واحدة وبأوقات محددة  وذكر حالات وقصص الشفاء الحقيقية ليعرف الواحد منّا أنّ لديه فرصة كبيرة بالنجاة حتى لو أصيب".

المصدر : السياسة