اتحاد المدارس الخاصة في لبنان تعلن تعليق العام الدراسي

أصدر تجمع اتحاد المدارس الخاصة في لبنان البيان التالي:

تهب على بلادنا في هذه الأيام أعتى العواصف المتعددة الأوجه منها ما هو اقتصادي واجتماعي وسياسي وصحي، ما يضيف ويفاقم من أزمات وطننا المتمادية والمتراكمة.

في هذا المناخ تَشْخَصُ أبصار اللبنانيين الى حكمة دولتهم وبصيرتها وتدابيرها التي يجب أن تحفظ مجتمعنا وتقيه شرور تلك المحن وأهوالها.

لكن الواقع الملموس لا يشي بأن الدولة تريد أن تتحمل ولو جزءاً مما هو عليها وعلى عاتقها.

في هذا السياق نقرأ تصريح معالي وزير التربية والتعليم العالي بالأمس في مؤتمره الصحفي المخصص لاطلاق التعليم عن بعد، وللتعريف بالمنصات الالكترونية الخاصة به حيث كانت لنا جملة من الملاحظات في الشكل والمضمون.

فقد جاء كلام معاليه متحدثاً عن القطاع الرسمي مغفلاً القطاع الخاص الذي يمثل ما نسبته 73% من التعليم الأساسي ما قبل الجامعي في لبنان.

ثم انه لم يجر تقييماً لما تم العمل به من التعليم عن بعد في الفترة الأولى من التعطيل لكي يبنى على الشيء مقتضاه، اضافةً الى تغييب غير مبرر لهاجسي الأقساط المدرسية وحقوق المعلمين في القطاع الخاص، ومصير الامتحانات الرسمية بشكل واقعي مرتبط بآلية واضحة زمنية، تجعل من اتخاذ القرار في هذا المجال حتمياً وواضحاً ومبنياً على أسس علمية ومنطقية... 

والكثير الكثير من فقدان الحس بالمسؤولية، مما يستشف من مؤتمر معاليه المريب.

من هنا فإننا في تجمع اتحاد المدارس الخاصة في لبنان وحرصاً منا على مصداقيتنا... 

ولأننا لسنا أهلاً لخداع الأهالي والطلاب، ولا شركاءنا من المعلمين. 

فإننا نعلن تعليق العام الدراسي 19/20 حتى صدور آلية واضحة من الدولة اللبنانية، تحفظ التعليم وترعى تحصيله وفق خطة ممنهجة وقابلة للتطبيق.

ونعتبر أن الأولويات المقدمة من الوزارة وما تحمله من خلفيات، لا تعنينا بأي قدر ولسنا طرفاً فيها في كل الأحوال، حيث أن وزارة التربية التي لم تكلف نفسها عناء اعلان أن العام الدراسي 19/20 هو عام منكوب بالنسبة للقطاعين العام والخاص، والتصرف على أساس الشراكة الوطنية الحقيقية التي تجعل الجميع شركاء في القرار، وتسحب من التداول تلك المراهقات الادارية التي تعيشها وتحملها الكثير من قرارات وزارة التربية في هذه الأيام، حري بها أن تصمت اليوم بإزاء هذه الأزمة الوطنية الجامحة.

إننا إذ نبادر لاتخاذ هذا القرار المؤلم، فإننا نؤكد مجدداً أنه وعند توفر الظروف الصحية المناسبة للعودة، فإننا سنعوض على طلابنا كل ما فاتهم، متمنين على ذوي الطلاب أن يلتفتوا أولاً الى سلامتهم، وسلامة أبنائهم، ثم الى إشغال أولادهم في أنظمة مراجعةٍ تربويةٍ سنوفرها لهم وتكون اختيارية ومجانية.

إن تعليق العام الدراسي 19/20 تسحب مسؤوليتنا ومسؤوليتكم عن الفترة التي يتم فيها التعطيل، وتسمح لنا بالخروج من هذه الدوامة التي تَهَرَّبَ المسؤول فيها من مسؤولياته.

وبكل تأكيد لا تعني تخلينا عن مسؤولياتنا، لكن تُحَرِّرُنا جميعاً وبشكل مؤقت من أية أعباء، وتنقل قرارنا النهائي الى ما بعد الأزمة وايفاء المدارس بموجباتها التربوية والتعليمية.

وإننا إذ نتخذ قرارنا هذا فإنه لا بد من الاشارة الى اللغة السلبية وغير المسؤولة التي تطالعنا بها بين الحين والآخر اتحادات لجان الأهل في لبنان، التي ما تنفك تركز على تهربها من موجباتها المالية فقط ضاربةً عرض الحائط مصير المؤسسات التربوية، ومبتعدةً عن تقديم حلول واقعيةٍ لإنقاذ العام الدراسي، وبالتالي تأكيد شراكتها مع المدرسة "كما يجب أن تكون"، بوجه كل الاهمال والضياع الذي تبديه وزارة التربية.

وأخيراً فإننا نتوجه لمعالي وزير التربية والتعليم العالي بإصدار قرار فوري بإلغاء الشهادتين المتوسطة والثانوية لهذا العام 19/20، وحصر المستفيدين من أية اجراءات بديلة من الشهادة بالطلاب النظاميين الأكاديمين المسجلين في المدارس أصولاً، مع إلغاء حق تقديم الطلبات الحرة حفظاً للمستوى العام.

في الختام ناشد  تجمع اتحاد المدارس الخاصة في لبنان كل اللبنانيين التكاتف والتآزر، حفظاً لوطننا وصوناً لشعبه الذي لا يستحق الا الحياة الكريمة، وسأل المولى أن يرفع البلاء عنا وأن يتم الشفاء للمرضى ويحفظ الجميع بحفظه. 

واضعاً المباني والمنشآت المدرسية التابعة لأعضائه في تصرف وزارة الصحة إن اقتضى الأمر، خصوصاً لناحية تخصيص المحاجر الصحية الملائمة في المناطق.