كورونا سيغيّر الخارطة ما بين الصين وأميركا! التفاصيل على هذا الرابط

جاء فيروس الكورونا ليكشف الأوراق المخفيّة في الصراع بين القوى المهيمنة على القرار الدولي والقوى المناهضة لاحتلال المراكز الاولى في العالم. بعد عام 1989 أي بعد سقوط جدار برلين، ثم سقوط الاتحاد السوفياتي نهاية عام 1991، انتهت حقبة القطبين وهيمنت أميركا على العالم بكل مجالاته الاقتصادية والعسكرية والأمنية، بما فيها انتاج الثروات الطبيعية ونهبها على مستوى العالم. 

في هذه الاثناء بقيت الصين بعيدة عن التدخلات العسكرية والامنية وانكفأت جاهدة إلى العمل على النمو الاقتصادي، لتصبح قوة اقتصادية كبرى، كونه العامل الأساس في بناء الدولة ومرتكزا اساسيا  في حال تخطيطها للولوج عالميًا في النطاقين الأمني والعسكري. بالتالي أوجدت الصين تنمية واسعة هي اليوم سبب النقاش القائم إن كان فيروس كورونا وباء طبيعي أم أنه حرب بيولوجية. 

لماذا الصين؟ 

يجيب خبير استراتيجي "السياسة" قائلاً: "منذ أن اعتمدت اقتصاد السوق ونفضت عنها النظام الشيوعي، امتلكت أسرع اقتصاد شهده التاريخ من حيث النمو.  وكان الناتج القومي في الصين عام 1978 يناهز الـ 150 مليار دولار، ليبلغ الـ 12.24 ترليون عام 2017. 

بالاضافة لنمو الاقتصاد كانت نسبة البطالة في ال 1978 85% بينما في ال 2013 أصبحت 1.5%. هذا ما نقل الصين من دولة في طور النمو لتصبح في مصاف الدول المتقدمة. قرأ الاميركيون هذا السياق منذ ال 1985 وتحضروا لتصبح الصين في ال 2020-2030 دولة عظمى شاؤوا أم أبوا".

ويتابع:"الصين لم تدخل في المجال العسكري ولا الأمني ولا التوسعي حتى، عملت على الشق الاقتصادي فقط، بأن تكون عملتهم متدنية، يذكر أنّ من خلافات أميركا مع الصين اليوم أن اليوان قيمته متدنية، وكل الدول الصناعية تطالبها بتحرير سعر اليوان". 

أما نظرية الصين فهي مختلفة بحيث أنها "تعتبر أن قيمة العملة المحلية المتدنية تجعل من كلفة اليد العاملة الصينية متدنية وانطلاقاً من ذلك تستطيع تصدير انتاجها بأقل سعر ممكن". 

كل هذا نضع بجانبه الانضباط في المجتمع الصيني. فمن لم يسمع عن الانضباط الفردي والمجتمعي الصيني؟

لماذا ركّزت أميركا مصانعها الأساسية في الصين؟ 

يجيب الخبير الاستراتيجي ان "تكلفة اليد العاملة في الصين رخيصة ومنضبطة وهذا ما لا نجده في الولايات المتحدة الاميركية".

ويضيف:"بعض النظريات تعتبر أن الصين هي من أوجدت فيروس كورونا والدليل تراجع اليوان في بلادها"، إلا أنه يستبعد أن تكون هذه النظرية قريبة من المنطق لأن من يعتمدها لا يقرأ كيف تفسر الصين تراجع قيمة اليوان بإصرار، من هنا اليوان غير مرتبط بالدولار!"

من هنا، يكشف خبير عسكري للسياسة أن "الاميركي اعتبر أنّ هذا هو الوقت المناسب لضرب الصين. طريق الحرير يجب أن تفتح، من الصين ودول القوقاز ثم أندونيسيا، وكزاخستان وتركمستان، بحر قازوين ايران وسوريا والبحر المتوسط". 

أمّا "الاميركي الاحمق" -حسب تعبيره- اعتبر "أن القوة ستكون الضربة القاضية للصين لان اميركا متقدمة عليها عسكرياً، ولكن بعد الحرب السورية، وتحرك الاسطول الصيني بالتوازي مع الاسطول الروسي اعتبر الاميركي أن الصين انطلقت من الموقع الاقتصادي للموقع العسكري-الاقتصادي وأصبح لديها إنتاج كبير من الاسلحة التقليدية، لهذا تحوّل الاميركي من حالة الترقب للصين الى حالة الهجوم عليها".

ويتابع:"هذا التاريخ بدأ في عام 2000، حيث كان تاريخ 11 أيلول حجة الاميركي ليقترب من حدود الصين! لماذا؟ لأنه بحسب العلاقات الخارجية، اعتبروا المجال القومي الاميركي يقف على حدود أفغانستان، بين الصين وأفغانستان، وهذه هي الفكرة المركزية".

ويوضح الخبير الاستراتيجي-العسكري في هذا الخصوص أنّ "هناك 3 نطاقات تحيط بالهدف، وباعتماد الاميركي على نظرية ماهان التي تقول بأن "الدولة البحرية تطوق الدولة البرية وتسقطها من الداخل"، ويعتبرون الصين دولة برية يتعاملون معها كما تعاملوا مع الاتحاد السوفياتي سابقاً واسقطوه من الداخل". 

ثم يتابع "لاعتمادهم على نظرية ماهان، النطاق أو الطوق الاول هو بلوغ حدود الصين، بالعلم العسكري، يستخدم في الطوق القريب الاسلحة البيولوجية، لان لا أدوات قذف مستعملة فيها، لذلك تعتمد المسافة القريبة".

وقد صرّح الجيشين الصيني والروسي عن وجود مختبرات على الحدود الصينية-الروسية مما يؤكد النظرية المطروحة.

ويؤكد أنّ "الطوق الثاني هو الاسلحة الكيميائية، كغاز السيرين وغيره".

ويتابع عن الطوق الثالث: هو الطوق النووي. فحروب اسلحة التدمير الشامل تعتمد على أسلحة التدمير الشامل ال NBC : النووي، البيولوجي والكيميائي". 

واتفق الخبيران أننا "في مرحلة المفاوضات، فبعد كل تصعيد تفاوض، ونحن اليوم في أوج المرحلة التي سيليها التفاوض". ويكشفان:"في أميركا نفسها هناك تباين في الآراء، فهناك أناس داخل أميركا يعتبرون أنهم لا يريدون أميركا "شرطي العالم" أي أنهم مع كسر هيمنتها الاحادية، وهناك فئة أخرى كترامب ونظرية "لجعل أميركا عظيمة مجدداً". "اليوم هم لا يستطيعون تجاوز الصين، ولذلك سيكون الاتجاه للمفاوضات، قد تنجح وقد تفشل. لأن الصين في ظل أزمة الكورونا، وجدناها في عمق الاتحاد الاوروبي في ايطاليا، وحين منعت أميركا الصين من البقاء في ايطاليا، دخلت روسيا، وقد شهدنا إنزال لعلم الاتحاد الاوروبي في ايطاليا ورفع العلم الروسي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تغيير جذري في خارطة موازين القوى الكبرى".

هذا في اسباب انتشار فيروس كورونا السياسية والاقتصادية والعسكرية.. أما عن كيفية تغلب الصين على الفيروس انطلاقاً من قوميتها الاجتماعية، فلنا جولات قادمة!

المصدر : السياسة