04/04/2020 07:41PM
كتبت ميليسّا نجم :
ليست المرّة الأولى التي تقف فيها البشرية حائرة أمام أوبئة تترنّح بين نظرية المؤامرة أي أنها صنيعة المختبرات الخبيثة، وقد يبدو الإحتمال وارداً ومن أبرز الأمثلة على ذلك الجمرة الخبيثة التي ولو طال زمن إنكشاف الخديعة إلّا أنها اثبتت انها نتاج تطوير وتلاعب بشريّ بالادلّة الدامغة. وبين الترجيحات التي تحدثت عن تتطور طبيعي في سلالة الفيروس التاجيّ إلى نسخة أكثر فتكاً وتخصصاً.
قد يكون فيروس كوفيد-١٩ أو فيروس كورونا المستجدّ أعاد تسليط الضوء على إشكاليات عميقة في النظام العالمي الجديد القديم، فالفيروس التاجيّ غير المرئي عرّى الأنظمة العالمية على أشكالها واضحت بالعين المجردة فاشلة وانتحارية. لسنا في صدد درس نظام عالمي جديد إنما تصويب الرؤيا إلى الصين اللاهثة إلى زعامة لا تزال طريقها غير قابلة حتّى للتعبيد على الرغم من العملقة في الإقتصاد إلّا أن طريقها شاق ومليء بعراقيل تمنع حيّزاً كبيراً من الرأي العالمي من مساندة مجدها المنشود.
فيروس كورونا واللعبة الكبرى.
لا نبالغ إن مالت الترجيحات بأن يكون كورونا فضيحة الفضائح ومن أسقط وسيسقط أقوى الدول المتبجحة بأمجاد اقتصاداتها وتفوقها التكنولوجي والتي إنهارت أمام فايروس خبيث أزال الغشاوة عن أولويات تافهة وضعت البشريّة أمام معادلة كل شيء بدون الروح فانٍ وإن مرض الجسد هلكت الروح وإن مات الجسد لا يبقى سوى الحجر الذي أزهقت في سبيله أجساد وأرواح. كورونا وضع الإصبع على جشع البشر الذي تظهّر جلياً في إهمال أهم مرتكز في الوجود واستمراريتها وهو القطاع الطبيّ. فبين بناء ملاعب رياضية شاسعة المسافات مثلاً لم تبذل جهود أدنى لتوفير سرير لمريض بدلاً من أن يموت لعدم توفر مكان.
أساليب الأمركة دون تجديد.
لا نقلل من قيمة جهود الحكومة الصينية لإحتواء المرض والتخفيف من حدّة انتشاره ولا من تضحية شعب بكامله والتزامه إجراءات حكومته الصارمة بل نتسائل حول لعبة الحظّ التي جعلت من الصين تستفيد من الأزمة على أكثر من جبهة فأولاً نجحت الصين في احتواء الفيروس ولكن بعد محاولات إنكار ليست بغريبة عن النظام الصيني المتخفّظ والذي إن أردتم خير مثال عليه نعود بالذاكرة إلى حادثة تيان آن من أو الخامس من يوليو ١٩٨٩ من يوليو أثناء الاحتججات الصينية والتي لا تزال احدّ أهمّ الالغاز حتى اليوم أي مصير رجل الدبابة أو الثائر المجهول. وكي لا نبتعد كثيراً فإن النظام الصيني القامع حاول في أكثر من مناسبة طمس الحقائق فيما يخصّ إسكات الطبيب الذي اكتشف الفيروس.
في سياق متصل، باعت الصين معدّات طبيّة للسلطات الإسبانية التي باتت بلادها مرتعاً آخر في القارة العجوز، بعد إيطاليا الجريحة، من حيث سرعة التفشي وعدد الاصابات الكبير ولم توفر الحكومة الصينية جهداً لتقديم المساعدات الطبيّة للبلدان الموبوءة ولا حتّى توفير جهد يظهرها قادرة على إدارة الأزمات ببناء مستشفىً مؤقت لعلاج حالات كورونا.
ولا يمرّ إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تسمية الكورونا بالفيروس الصيني عبثاً ولو يتعمدّ البعض انتقاد التسمية أو اتهام الولايات المتحدة بفبركة الفيروس التاجيّ.
أيّاً كان المستفيد والهدف ولو تعددت جهاته ومنبع الفائدة فإن بناء عظمة وزعامة على رفات الأبرياء لن يزيد من ألق الدول التي حجّمها كورونا وأظهر قذارة اللعبة المتحكمة بمصائر الشعوب التي لن تكسب أي طرف إحترام العالم ما لم يقدّم انموذجاً فعّالاً لمكافحة الأزمة الزاحفة والتي تنذر بإنهيار عالمي تتسارع خطواته في كل ساعة حرب تمرّ... ويبقى في الختام أن استنساخ أساليب البطولة الأميركية لإتنزاع العرش أو تقاسمه لا تعود بأي جديد نافع يتضور اليه العالم أجمع...
شارك هذا الخبر
صيف لبنان لم ينتهِ... واقتراح بتمديده تعويضًا عن خسائر الحرب
بطاريات سيارات مفخخة تدخل لبنان من سوريا... والأمن العام يتحرك
السياحة الدينية في لبنان: بين التفاؤل الحذر والتطوير
على أنقاض رفح... خطة لإقامة مخيم يؤوي 600 ألف فلسطيني
انتحار نائب فرنسي بارز يهز الوسط السياسي
إيران تكشف الحصيلة: 1060 قتيلاً في 12 يومًا من الحرب مع إسرائيل
طوني بولس في أول هجوم على الرّئيس عون: تعلّم من سمير جعجع ونبيه برّي وجه لبنان المظلم وعم يغرّقك!
بو عاصي يهاجم "جهابذة الدستور": المفاوضات مع براك ليست معاهدة دولية!
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa