كيف نتوقّع موسم الأعراس في لبنان بعد كورونا؟

كتبت مارينا عندس:

نعم يا أعزّائي.. إنّها سخرية القدر. 

تزوّجت الفتاة اللبنانية أخيراً، رجلاً فقيراً لتعيش معه "عالخبزة والزيتونة"، لأنه الخيار الوحيد. وتزوّج الرّجل اللبناني فتاة تتقاضى نصف راتبها، لأنه الحل الأنسب، ليعيشا فعلاً ما عُرف بالـ" حُب الحقيقي!".

فرض المجتمع اللّبناني سابقاً، على إقامة حفلات العزوبية للعروس والعريس، وحفلة الخطوبة تليها  الزّواج في أفخم المطاعم والفنادق والشاليهات.. أما اليوم، فيروس كورونا يفرض شروطه على العرسان.

ارتفاع أسعار السّلع الغذائية:

سجّلت أسعار الثّوم والبصل المستورد ارتفاعاً منذ بداية العام الحالي، وتحديداً بعد الثورة وانتشار فيروس كورونا، لتتواصل موجة ارتفاع أسعارها الى 10 آلاف ليرة كيلو الثوم و8 آلاف ليرة كيلو البصل الواحد. أمّا فيما يتعلق بارتفاع أسعار المنتجات اللّبنانية مثل البندورة والخيار والملفوف والقرنبيط، فانتاج هذه الأصناف بات ضعيفاً هذا العام، لأنّ زرعها بدأ في فترة ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي وتوقف التحاويل الى الخارج، بحسب ما أفاده ابراهيم الترشيشي، رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع.

لهذا السبب، لم يتمكن صغار الفلاحين من شراء المنتجات والأسمدة والأدوية اللازمة لأنه كان يجب تأمين سعرها نقداً بالدولار. 

يعني  أنّ موسم الأعراس سيرتدي زياً مختلفاً هذا العام، وسيعيشان الزوج والزوجة "شهر البصل" وليس "شهر العسل".

كورونا يطرح مفهوماً جديداً في علم الاجتماع: "التباعد الاجتماعي":

ابتكر فيروس كورونا مفهوماً جديداً في علم الاجتماع:" التبعاد الاجتماعي" وهو ألا يقترب النّاس من بعضهم مسافة متر ونصف المتر كما يقول بعض الاطباء أو مسافة ثلاثة أمتار. هذا ما يعني طبعاً عدم وجود التّجمعات الكبيرة، ما يشير الى عدم دخول العروسان في مرحلة " التهاني" واستقبال الأصحاب والزّملاء والأهل.." سيبقيان في بيتهما على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي.

لا حاجة لجوازات سفر، ولا للرّحلات، ولا لاستقبال الناس ولا حتّى لـ "قائمة الزّفاف"، أي الـ liste de marriage  التي كانت تسند الزوجين وتدعمها ماديّاً، لأنه طبعاً، المصارف اليوم في أزمة.

الى متى سيستمرّ الغلاء؟ 

الثورة سترد اعتبارها في الوقت القريب بعد شفاء المجتمع اللبناني من فيروس كورونا، لتشفيه من فيروسات السّرقة والذّل والفساد.