22/04/2020 03:21PM
أفقنا منذ يومين على ما أسماه البعض "انهيار الاقتصاد الأميركي". إن لم نودّ جلد المصطلح لابتعاده كل البعد عن الواقع، نستطيع الاكتفاء بوصفه بالمبالغة -حتى لو أمل البعض حدوث ذلك- لكنّ الواقع مختلف، وسقوط الخصوم لا يعني الإنتصار.
سجّلت وسائل التواصل الاجتماعي انتصارات كرتونيّة وهميّة على أميركا بظرف ساعات، متناسيةً أنّ مأساتنا أكبر، وأنّ همومنا أثقل، وأنّ حجم تأثيرنا لعدم إمكانية تحكمنا بسعر ليرتنا الخاص، قزمٌ أمام ما خسرته أميركا. هذا كلّه لا يعني أنّ أميركا لم تخسر، بلى هي خسرت.
لو أردنا التّعبير عمّا حدث ليل أوّل من أمس، ببساطة وسلاسة لنفهمه جميعاً لقلنا أنّ الصورة كالتالي:
أنت أميركا اليوم! (لا تهلّل فأنت مقبل على خسارة)
أنت تمتلك القدرة على تخزين 200 برميل نفط، أمّا انتاجك فهو 1000 برميل.. ستضطرّ حينها الى بيع ال 200 برميل التي قرّرت التخلّص منها تباعاً "ببلاش" مقابل أن تتمكّن من تخزين ما تنتج.. وإن اضطررت -كما فعلت أميركا- ستدفع مقابل البيع!
وهذا بالتحديد ما حصل منذ يومين.
"تباعاً" تعني أنّ أميركا خسرت من عقود أيار، فقط عقود أيّار.
ضربة قويّة تلقّاها النفط الأميركي في اليومين الماضيين، فما الأسباب وراء هذا الانهيار؟ هل الأزمة متعلّقة فقط بالكورونا وما سبّبه الفيروس من ركود على مستوى العالم وجميع قطاعاته ومجالاته؟ أم أنّ أسباباً أخرى أضعفته حتّى بلغ هذا الدرك؟
مشكلة معظم شعوبنا أنّها تعاني من "ذاكرة سمكة".. فعمرُ كورونا 5-6 أشهر، بينما أزمة النفط وأميركا، او النفط الأميركي، تعود الى عام 2015 حيث أفلست شركات نفط أميركيّة بعد تهاوي أسعار النفط لقلة الطلب عليها، ولم يكن في العالم حينها من كورونا (بحسب ما وفّرته منظمة الصحة العالمية من معلومات حول الفيروس حتى اللحظة).
أزمة كورونا حكماً عمّقت أزمة الشركات الاميركيّة، لكنّها بالتأكيد ليست ما سبّبها.
وبما أنّ البورصات العالميّة تبيع عقوداً آجلة للنفط لشهر واحد، شرح الخبير الاقتصادي عماد عكوش للسياسة أنّ "البارحة كان اليوم الأخير لانتهاء هذه العقود". موضحاً:"حين تنتهي هذه العقود على أصحابها تسليم الصفقة واستلام المخزون أو أن يبيعوا العقود".
وتابع:" الإستلام مرتبط بأماكن التخزين، واليوم حميع المخازن معبأة، ذلك بسبب أزمة كورونا والوضع الراهن، الأمر الذي حال دون امكانية التخزين من فاضطروا الى تلفه لذلك انهارت الاسعار بهذا الشكل".
أمّا عن عقود حزيران التي تراجعت فأوضح عكوش أنّ "الأمر ذاته سيحصل بعقود حزيران الآجلة".
مؤكداً أنّ "السبب الاساسي هو انخفاض الطلب العالمي وإقفال المصانع". مشدداً على أنّ "ما تنتجه روسيا والسعودية سوياً لا يشكل 25 مليون برميل نفط ولا يؤثر بالتالي على أميركا بهذا الشكل".
وفي الاجتماع الاخير لـ "اوبك+" حيث تقرر تخفيض نسبة الانتاج، أكّد عكوش أنّ "هذا لا يسبب الانخفاض الذي حدث". وأضاف:" أميركا تعتمد على النفط الصخري، وكلفته عالية، والنفط السعودي لأنّ كلفته أقل فهو منافس للنفط الميركي".
أمّا عن تأثير انخفاض أسعار النفط الذي حدث، أكّد الخبير الاقتصادي عكوش أنّه "سيؤثر على الدول المنتجة والدول المستهلكة على حد سواء، للدول المنتجة التي تحدد سعر برميل النفط لديها بالاستناد لسعر برميل النفط الاميركي ستخسر بخسارته".
أمّا الدول المستوردة أمثالنا، ستستفيد من هذا الوضع عبر انخفاض الاسعار. فأميركا تعاني تخمة من شركات النفط، تماماً كما يعاني لبنان من تخمة في مصارفه وفروعها. وشركات النفط هي عمود أميركا الاقتصادي، تماماً كما يعتبر لبنان المصارف عمود استقراره النقدي..
وهنا لا بد من التذكير بأنّ شركات النفط الأميركية تُعدُّ قطاعاً حرّاً، والمصارف اللبنانيّة تتعامل مع الدولة على هذه الأساس، تعتقد أنّها حرّة... أيتّعظ لبنان؟
المصدر : السياسة
شارك هذا الخبر
إردوغان يدفع نحو وساطة جديدة: إسطنبول تعود إلى طاولة وقف النار بين روسيا وأوكرانيا
استغاثة بيت ليف: الأهالي يطلبون حماية عاجلة بعد الإعتداءات الاسرائيلية
الاحدب: ليس لنا اليوم كلبنانيين إلا أن نجدد الثقة بجيشنا الوطني
جشي: إسرائيل تضغط بـالنار لفرض السلام… ولبنان مُستهدف بخيارَين أحلاهما مُرّ
مخزومي يحذّر: تأجيل قانون الانتخابات يهدّد حق اللبنانيين باختيار ممثليهم
هاني والفاو يطلقان مشروعين مفصليّين: إصلاح زراعي وتنظيف بيئي يحمي لبنان
إليكم الحصيلة النهائية لغارة مخيم عين الحلوة
رسامني: مليار دولار سنويًا من المرافئ والمطارات… والإصلاح يبدأ من الإدارة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa