الإيجارات مجددا... هل يلزم المالكون المستاجرين على الدفع؟

كتب ناشر موقع "السياسة" رامي نعيم:

"يواصل سعر صرف الدولار ارتفاعه ليلامس الاربعة الاف ليرة للدولار الواحد، ما يؤثر بشكل جنوني على مختلف الاسعار والخدمات. قطاع الايجارات من الخدمات الاكثر تاثرا، نظرا الى وجود عقود بالليرة واخرى بالدولار، مع العلم ان الدولار لم يعد موجودا بشكل فعلي مع المواطنين ولو أصرّ المالك او حاول الحصول عليه من المستأجر. من هنا تبرز الاشكالية الاتية: المالك يعيش من ملكه، والمستاجر يعاني من الظرف الصعب. 

الإيجارات القديمة غير السكنية تم تمديدها في الجلسة التشريعية الاخيرة، وفيها يتقاضى المالكون بدلات زهيدة وبالليرة اللبنانية، الامر الذي يثير قلقا لدى كثيرين منهم. فالخمسين الف ليرة لبنانية اصبحت عمليا ١٢ $ تقريبا، وكذلك في الايجارات السكنية التي تخضع للقانون الجديد تاريخ ٩/٥/٢٠١٤ والمعدل بتاريخ ٢٨/٢/٢٠١٧. اما الايجارات الجديدة فبالعملة الوطنية انخفضت قيمتها بنسبة ٧٠ %، وحتى في العقود الموقعة بالدولار، فالمستاجر يدفع فيها بحسب السعر الرسمي للصرف اي بقيمة ١٥٠٧، ما يضيف الخسائر، هذا بالاضافة الى ارتفاع اسعار السلع.

بالمقابل، هناك عدد من المستاجرين من دون عمل او غير قادرين على الدفع. فما الحل؟ الحل يبقى دائما باللجوء الى التفاهم الرضائي كما يؤكد مصدر مسؤول لل"السياسة" لان الدولة غير قادرة على التدخل في هذه الحالات لان الايجار خدمة خاصة، وفي حال تم تعليق البدلات يقع ضرر كبير على المالكين. لذلك الامر متروك للطرفين للجوء الى الحل الرضائي بينهما، لان لا مصلحة لاي طرف باللجوء الى القضاء في هذه الظروف الصعبة، وعلى المستاجر ان يبادر الى الاتصال بالمالك للتفاهم، لان الاخير ينتظر بدلات الايجار ليعيش منها.

رئيس نقابة المالكين باتريك رزق الله يؤكد ان المالكين يتفهمون الظروف الصعبة، وايضا على المستاجر ان يتفهموا حاجة المالك الى البدلات خصوصا في هذا الظرف الذي يحتاجون فيه الاستمرار بتامين التزاماتهم ومسؤولياتهم المعيشية، فارتفاع سعر صرف الدولار ارهقنا وكذلك ارتفاع سعر السلع، فهناك ايجارات لم تعد تساوي ١٠ $ شهريا خصوصا في الايجارات غير السكنية حيث الحاجة الى صدور قانون جديد لتحرير هذه الايجارات، وهذا الامر اصبح اكثر من ملح وضروري. كذلك الامر في الإيجارات السكنية حيث الحاجة لتفعيل عمل اللجان قصائيا.

معضملة الايجارات مستمرة وتزداد اعباؤها في دل أوضاع اقتصادية مرهقة وتتفاقم سوءا يوما بعد يوم".