نصرالله يغمز من قناة ارباح المصارف، يتبنى كلام بري، ويقدم آلاف المتطوعين لمكافحة غلاء الاسعار

لم يخلع السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله عباءته الدينيّة، على الرغم من أنّه خلع عباءته السياسية منذ يومين حين تكلّم بلسان رجل دين..

فالخطاب السياسيّ لم يخلُ من الأسس الدينية والشرعية والفقهية والعقائدية. بل انطلق منها لتوضيح موقفه السياسي والاقتصادي والمالي حتّى. 

تزامن مع اطلالة السيد نصرالله التي كان قد أكّد منذ أيام أنّها ستتناول مواضيع سياسية واقتصادية، "غليان" الشارع المؤيّد المعنيّ بالاطلالة عبر هاشتاغات تصدّرت أبرز المتداوَلات على تويتر تحت شعار "قل فنكون".

الذي اندرج تحته الكثير من التأييد والتهليل وعبارات التجدّي وكأنهم كانوا على علمٍ بسقف الخطاب العالي الذي فجّره نصرالله اليوم بوجه المصارف.

والملفت، بحسب رصد "السياسة"، أنّ الأخصام تابعوا كما المؤيّدين، فقد برز العديد من التعليقات لمعارضين لحزب الله او حتى خصوماً له، اكتفى البعض بنقل ما قال حرفياً، وعلّق آخرون سلباً، لكن التعليقات الايجابية اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي.

فاجأ نصرالله العديد أنّه لم يُصدم من قرار المانيا بحظر حزب الله توقّع ان "تقلّدها" العديد من الدول الاوروبية. مؤكّداً أنّ "اللبنانيون الموجودون في ألمانيا هم أكثر الناس التزاما بالقانون الألماني".

وغمز:" لم يكن هناك داع لهذه الممارسات المتوحشة لتقديم أوراق اعتماد للاميركيين والاسرائيليين".

لم يعر الموضوع وقتاً أطول، برغم أنّ أغلب من توقّع قبل أن يستهلّ كلامه اعتبر أن نصرالله سيركّز على القرار الالماني، فخالف كل التوقعات، كالعادة..

وانتقل بعدها لورقة الحكومة الاقتصادية قائلاً:"الخطة الإصلاحية للحكومة بحاجة لتحصين وطني ومن هنا سنشارك باللقاء الذي دعا إليه الرئيس عون".

وفي ما يتعلّق بطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، أكّد نصرالله :" لسنا ضد طلب المساعدة من أي جهة في العالم ولسنا ضد التوجّه الى صندوق النقد للحصول على الدعم لكن المرفوض هو الاستسلام بالمطلق للصندوق".

مانعاً اللبس حول موقف الحزب من المصارف:"نحن لا نريد تدمير ولا اسقاط ولا سيطرة ولا انتقام من القطاع المصرفي ومنذ تأسيس حزب الله لم نقترب من القطاع المصرفي".

وبين التأكيد والغمز، أكّد:"نحن قلنا للمصارف أننا نتفهم التزامكم باللوائح الأميركية لكن لا أن تكونوا أميركيين أكثر من الأميركي".

وتابع:"القطاع المصرفي لم يساعد لبنان وجنى عشرات مليارات الدولارات منه".

وفي الاسباب، اعتبر السيد أنّ المشكلة مع سياسة المصارف أحد أسبابها " تصرف البنوك المذل مع المودعين".

ولم يكتفِ نصرالله بطرح الأسباب، بل حتّى لجأ للحلول قائلاً:"هناك أفكار أخرى مطروحة إذا لم يبادر القطاع المصرفي إلى مساعدة الحكومة في مواجهة الأزمة الحالية".

ثمّ عاود لهجته القاسية:"بعض المستفيدين والذين لحم كتافهم من المصارف "لا يطولوا لساناتهم بهذا الموضوع ولا يظلموا ولا يعتدوا" وليقفوا الى جانب المظلومين".

أمّا عن الصرّافين، فوجّه لهم نصرالله نصيحة:"نحن ندعو كل الصرافين إلى الالتزام بالقانون وعدم مخالفته باي شكل من الاشكال والالتزام بالضوابط الشرعية لأن هذا العالم فيه مخاطر شرعية".

وعن الحديث المتكرّر المرتبط بالشائعات التي تطال الحزب قال:" لا نقوم بجمع الدولار ولا نقوم بنقله لا الى ايران ولا الى سوريا وحاكمية مصرف لبنان تعرف أننا نجلب الدولار الى لبنان ولا نسحبه من البلد".

 واستطرد للوضع المعيشي قائلاً:"هناك تجار يمارسون الاحتكار والجشع ما يؤدي إلى غلاء الاسعار بالاضافة إلى فقدان المواد وعدم ضبط الأسعار".

وأضاف:"من الواضح أن عبء مسألة غلاء الأسعار أكبر من وزارة الاقتصاد وعلى الحكومة بأكملها وضع خطة طوارئ لمواجهة هذا الارتفاع وليس انتظار تنفيذ الخطة الاقتصادية ".

وفي سياق الفساد والاحتكار، أعلن نصرالله أنه "بشأن ملف مكافحة الفساد الذي أطلقه حزب الله سيكون هناك مؤتمر صحفي قريب للنائب حسن فضل الله الذي سيتحدث عن كل التفاصيل في ذلك ".

أمّا عن الانشقاقات الوهميّة التي تشهدها صفوف مواقع التواصل الاجتماعي بحسب تعبيره، أكّد أنّ " علاقتنا ممتازة وعلى تواصل يومي مع الرئيس نبيه بري".

مؤكّداً:"هناك أطراف داخلية وخارجية تسعى إلى ايجاد وسائل للشقاق بين حركة أمل وحزب الله وهذا الأمر لن يحصل".

وفي الحديث عن تطوّرات الوضع العام والقوانين الأخيرة التي أُقرّت، قال:"لو وافقنا على قانون زراعة القنب الهندي لكانت الصحف العربية والدولية قالت: "حزب الله يشرّع الحشيشة في لبنان".

مؤكّداً:"نحن لا نحرض أحدا على أحد بل نحن حريصون على أن لا يكون هناك توتر أو مشاكل في البلد وندعو الى الهدوء في العلاقات الثنائية بين القوى السياسية".

المصدر : رصد موقع السياسة