صحّة الرئيس... وصحّة الجمهوريّة

26/05/2020 08:54AM

كتب داني حداد في موقع "أم تي في": أخطأ زميلٌ، منذ أسابيع، ونشر خبراً عن وفاة نائب سابق بناءً على معلومة خاطئة. الأسوأ أنّه وزّع الخبر على لائحة أرقامٍ يملكها عبر تطبيق "واتساب"، ومن بينها رقم النائب "المرحوم". اعتذر الزميل بعدها، ومرّت المسألة على خير، ولو أنّ النائب السابق قرأ خبر نعيه.

ولكنّ ما حصل في اليومين الماضيين بعيد عن هفوة الزميل التي أضحكتنا طويلاً كلّما تذكّرناها، ومن عادة بعض أهل القرى قديماً أن "يستفولوا" من الضحك الكثير، فإن طال ضحكهم يوم الخميس ردّدوا "الله ينجّينا من بِكي الأحد".

ما شهدناه يدعو الى البكاء. حملة مركّزة تصرّ على أنّ رئيس الجمهوريّة توفّي أو في حالٍ صحيّة حرجة. شائعة تؤلم ولا تضحك. عقولٌ مريضة نصادفها يوميّاً في هذه الجمهوريّة، تشتم، وتطلق النعوت المسيئة ولا تتقبّل رأياً آخر، وتطلق الأحكام بتسرّع.

مفجعٌ هذا الكمّ من القتل، ولو بالشائعة والرأي غير القابل للنقاش. أيّ لبنان هذا الذي لم يعد فيه مكانٌ، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تظهر الأمراض على أنواعها، إلا للحقد والتهديد والكره؟

بلدٌ خالٍ من صوت المحبّة. يقتل فيه البعض رئيسهم، وحين يظهر الأخير في فيديو يصرّون على أنّ الفيديو قديم. ينشر ابراهيم كنعان فيديو آخر يظهر فيه أحد المرافقين مع كمّامةٍ على الوجه. حتى هذا لا يصدّقه البعض. يريدونه ميتاً بالقوّة.

ثمّة عتم كثير في هذا البلد. في القلوب وفي مصابيح الشوارع. شعبٌ يموت على مهل، خلف الشعارات التافهة. شعبٌ ينسى جوعه ليشتم الآخر من أجل زعيمه. صحة الرئيس جيّدة، صحّة الجمهوريّة بالوَيل.

وطننا يموت ونحن نقرأ النعي يوميّاً، تماماً كما حصل مع النائب السابق بفضل زميلنا. سامحه الله وسامحه "المرحوم"...


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa