بري: موقفي هو خطابي... وإيماني كبير بلحمة اللبنانيين

27/05/2020 09:17AM

كتب رضوان عقيل في النهار:

لم تكن نهاية عطلة عيد الفطر سعيدة على المستوى السياسي بين أكثر من فريق نتيجة اطلاق سيل من الرسائل والاطلالات المواقف التي تدل على عمق الفجوات والانقسامات حول عدد من الملفات الشائكة في البلد. وكان لرسالة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الوقع الأكبرعلى المشهد غير المطمئن بعد قوله ان صيغة 1943 التي وضعها الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح انتهت ولم تعد صالحة. ولم يكن كلام قبلان هذا محل قبول عند "الثنائي الشيعي" ولو لم يعبّر جناحاه عن هذا الأمر، وإن كان من حق رجل دين او سواه من الشخصيات الادلاء بمواقف سياسية وابراز رؤيته او توجهاته في الدستور والنظام السياسي في البلد. وقد أحدث هذا الموقف موجة من ردود الفعل في البيئة المسيحية السياسية والشعبية غصّت بها مواقع التواصل الاجتماعي والتغريدات على"تويتر". ولم تتردد شخصيات سنية في طرح جملة من الاسئلة والهواجس عن رسالة قبلان في هذا التوقيت، وان لم تظهر الى العلن حرصاً على عدم فتح اي صفحة خلافية مع الشيعة، وان الطرفين هما في غنى عنها.

وبعد هذه الزوبعة، توجهت الأنظارالى موقفَي القطبين الشيعيين الأولين الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله باعتبارهما يمثلان الوجدان السياسي للطائفة، ولم يصدر عنهما اي تعليق على موقف قبلان، علماً ان ثمة رسائل من شخصيات مسيحية طالبت الاول بتوضيح ما حصل. واذا كان التصويب قد ركز على قبلان الإبن، الا انه لم يجرِ الاهتمام بكلام رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ونائبه الشيخ علي الخطيب في شأن النظرة الى الدولة ومعالجة الازمات المطروحة لحماية لبنان وتحصينه. وعلمت "النهار" في هذا الصدد أنه ستجري مراجعة ما حصل في البيت الشيعي الداخلي منعاً لتكرار اي نوع من العواصف، مع الاشارة الى ان اصواتاً عدة غير شيعية لا تتوقف عن الدعوات لتطوير النظام السياسي، وان الصيغة الحالية لم تعد صالحة، وان تجنّياً مارسه البعض في حق قبلان، علماً ان مدرسة الامام موسى الصدر ليست مع فكرة الانقلابات او تغيير هوية البلد، وجرى استغلال موقف قبلان لوجوده على رأس الافتاء الجعفري.

في غضون ذلك، لم تتلقَّ جهات شيعية بارتياح كلام الدكتور سمير جعجع، وثمة مَن يتهمه هنا بـ"الفيديرالي الحقيقي"، وانه وقع في فخ عدم اخفاء مكنوناته ولم يتلفظ بكلمة واحدة عن نجاحات المقاومين وانجازاتهم الوطنية في تحرير الارض. وفي المقابل المسيحي لـ"القوات اللبنانية"، فاذا كانت هناك ملاحظات شيعية، اذا صح التعبير، على اداء "التيار الوطني الحر" الذي قدمه على مدار الحكومات الاخيرة في أكثر من ملف وفي مقدمها الكهرباء في ظل إصراره على إقامة معمل سلعاتا في خضم الأزمة المالية التي تتخبط بها الحكومة، الا انها تسجل ما ورد في مضمون تغريدة رئيسه النائب جبران باسيل في ذكرى عيد المقاومة والتحرير عند تحيته شهداء المقاومة وطيّ شعار ان "قوة لبنان في ضعفه" الى غير رجعة.

اما على خط رئيس المجلس، فقد نقل عنه في معرض رده على الطروحات التي ترددت في الايام الاخيرة بأن موقفه يتمثل في خطابه "الذي قلته من دون زيادة او نقصان. ونقطة على السطر". اي بمعنى انه ليس في حاجة الى الرد والتوضيح لأي جهة كانت. واذا كان لا يؤيد مقاربة ما ورد في شق مسألة الصيغة التي تناولها قبلان، الا ان الجزء الاكبر من رسالة المفتي الجعفري يحوي جملة من الافكارالتي تهم الشيعة وباقي المكونات في البلد. ويصر بري على جبه رياح "سموم الفيديرالية" والاستمرار في اقتناعاته الوطنية وإيمانه المطلق بأن "لحمة اللبنانيين" لا تزال صالحة لبناء الوطن وقابلة للعيش والبقاء ولا خوف عليها على رغم كل التحديات، وسيواصل السيرعلى هذا المنوال الذي نشأ وتربّى عليه منذ كان في الصف الاول في مدرسته السياسية. "ولن اتراجع عن المناداة بالدولة المدنية". ويقول اكثر بأنه سيبقى مؤمناً بهذه الخيارات وتحصين المؤسسات واحترام الدستور وانتاج قانون انتخاب مثالي وتطبيق مندرجات اتفاق الطائف، وان هذه "اللحمة" سيعمل على ترسيخها بالتعاون مع كل الأطراف السياسيين مع ابداء الحرص والمسؤولية الوطنية بغية حمايتها وتحصينها والذود عنها، وسيبقى الحارس الأول لها على رغم كل محاولات التصويب عليها، وسيستمر في هذا المشروع المنتج بكل تصميم وإيمان بالله، وهو لا يخسّر اللبنانيين.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa