على وقع فاجعة تفجير بيروت.. نصرالله يخلق معادلة جديدة: نتيجة التحقيق ومعاقبة المسؤولين.. مقابل مصير النظام والوطن!

بشعار "بيروت قلب الوطن" خلفه، أطلّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على اثر الانفجار الكارثيّ الذي شهده لبنان بعدما أجّل كبمته التي كانت ستُبثّ في 5 آب.

استهلّ كلمته بالمواساة لأهل الشهداء والحرحى والمنكوبين.. قائلاً:" كان بودي قبل الفاجعة التحدث عن عدد من القضايا ذات الاهتمام المباشر في تلك الأيام مثل الوضع على الحدود مع فلسطين المحتلة والمسألة القائمة بين العدو والمقاومة الاسلامية وعن المحكمة الدولية وكورونا ".

مُعلناً:"نحن أمام فاجعة كبرى بكل المعايير، نحن أمام حادث له نتائج انسانية كبيرة وتداعيات اجتماعية وصحية واقتصادية ".

وتابع:"أتقدم بمشاعر المواساة والعزاء لكل عوائل الشهداء. هذا الانفجار كان عابرًا للطائف والمناطق. الأذى لحق بكل الأحياء والمناطق و بيروت هي مدينة كل اللبنانيين وتحتضن كل اللبنانيين وأهل بيروت يختصرون كل اللبنانيين. أسأل الله لعوائل السهداء الصبر والسلوان".

مؤكّداً:"نحن أمام نوع من الأحداث الاستثنائية في تاريخ لبنان وتحتاج الى تعاطي استثنائي على مستوى عظمة هذه الحادثة".

ولفت في "إثناء" على التكافل والتعاضد الوطني، قائلاً:"من الساعات الأولى كان ملفتًا الجو واللهفة الشعبية والحضور السريع لمختلف الهيئات الشعبية والمدنية لمساعدة أجهزة الدولة والتبرع بالدم.. هذا التعاطف الشعبي استمر لرفع الانقاض وتنظيف الطرقات وما زلنا نشهد حضورا كبيرا للمتطوعين في هذه الساحات ".

واعتبر أنّ :"هذه اللهفة والحزن والتعاطف وهذا المشهد وهو مترفع جدا على المستوى الاخلاقي والعاطفي والوطني وهو دليل الاخلاق والحس الانساني والوطني الموجود لدى شعبنا في كل المناطق والساحات".

وعن دور الحزب في احتواء الازمة، أعلن نصرالله أنّ "حضور مؤسسات حزب الله وأطره وناسه والبلديات واتحاد البلديات التي نتواجد فيها لم يقصروا بشيء وهم حاضرون وانا أؤكد اليوم مرة ثانية أن كل قدرات وامكانيات حزب الله هي بتصرف الدولة والشعب ".

مضيفاً:"كل عائلة فقدت مسكنها وتحتاج الى مسكن بديل نحن حاضرون ومستعدون بالكامل لمساعدة هذه العائلات ولا يجوز أن تكون هناك أي عائلة في الشارع".

أمّا عن الدعم الخارجي، فعلّق بالقول:"ننظر بايجابية الى كل مساعدة وتعاطف مع لبنان والى كل زيارة الى لبنان خصوصًا اذا كانت تأتي في اطار مساندة لبنان او الدعوة الى لم الشمل بين اللبنانيين وهذا يفتح الباب للبنان للخروج من حالة الحصار والشدة ".

هكذا وصّف السيد المشهدين الايجابيين.. وانتقل بعدها للمشهد السلبيّ الذي لعبته بعض وسائل الاعلام، فقال:"عادة يقال ان الشعوب الحية التي تمتلك مستوى من الثقافة والاخلاق عندما تحصل فاجعة وطنية كبرى الكل يجمد صراعاته ونزاعاته ويترفع عن ذلك ويتعاطى من مطلق أخلاقي وانساني مختلف ".

وأردف:"ما حصل في هذا الموضوع للأسف الشديد في لبنان أنه منذ الساعة الاولى للفاجعة خرجت بعض وسائل الاعلام المحلية والعربية وبعض القوى السياسية لحسم روايتهم مسبقا أن ما انفجر في مرفأ بيروت هو عبارة عن مخزن لصواريخ حزب الله أو أن المخزن هو لذخيرة ومواد متفجرة لحزب الله".

مؤكّداً أنّه :"بالنسبة لهؤلاء كان المهم لديهم القول ان هذا المخزن هو لحزب الله للقول لأهل بيروت ان الذي قتل أبناءكم ودمر بيوتكم وميناءكم هو حزب الله وهذا فيه مستوى عالي جدًا من الظلم والتجني. هل هذا اسمه حرية رأي أو حرية اعلامية؟"

وبغصّةٍ أعلن أنّ :"نحن جزء من المقتولين والمجروحين ونحن من حزبنا وتنظيمنا وجمهورنا يوجد شهداء وجرحى".

معلّقاً على الموقف بالقول:"هذا فيه مظلومية استثنائية واستَخدَموا طريقة اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس وقد يتأثر بعض الناس لكن نحن نراهن على وعيهم وعلى معرفتهم بتاريخ هذه المحطات التي لديها تاريخ بالتزوير وقلب الحقائق".

وأعلن "نفيا قاطعا جازماً حاسما أنه ليس لدينا شي في المرفأ لا مخزن سلاح ولا صاروخ ولا قنبلة ولا رصاصة على الاطلاق لا مخزن ولا غير مخزن لا حاليا ولا في السابق".

قائلاً:"هناك أناس انتقلوا الى مستوى آخر من الكلام أن حزب الله يتحمل مسؤولية لأن حزب الله يتحكم ويسيطر على مرفأ بيروت أيضا هذا كذب وظلم ونحن لا ندير المرفأ ولا نتدخل فيه ولا نعرف ماذا كان يجري في المرفأ ولا ماذا يوجد فيه. صحيح حزب الله يعرف ماذا في مرفأ حيفا أكثر من مرفأ بيروت".

مناشداً اللبنانيين:"عندما تظهر الحقائق أتمنى على الرأي العام اللبناني أن يحاكم وجدانيًا هذه المحطات من خلال مشاهدته لها لاحقًا. عندما تعرفون ان هذه المحطات هي محطات الكذب والتزوير يمكنكم أن تعزفوا عنها وتقاطعوها".

أمّا عمّن حاول استغلال الفاجعة، لأهداف سياسية، أعلن نصرالله أنّ "رأينا استغلالا سياسيا للحادثة. لا أريد اليوم الدخول في سجال مع أحد لاننا ما زلنا مصرين أنه أخلاقيا ووطنيا وانسانيا اللحظة ليست للحسابات السياسية والحزبية بل هي للتعاون ولملمة الجراح ورفع الانقاض وحسم مصير المفقودين ومعالجة الجرحى. لأيام البلد يحتاج الى هذا الهدوء والتعاطف".

وأضاف:"لاحقا نتكلم بالسياسة ونساجل وحقائقنا قوية وموقفنا قوي وبعض الذين يبنون أمالًا وأوهامًا لطالما سعوا خلف سراب وتبين لاحقا أنه سراب وفي هذه اللحظة لن أساجل أحدًا ".

ثمّ أردف:"يجب أن يحصل تحقيق شفاف ونزيه وينزل أشد أنواع العقاب العادل بحق من يحمل مسؤولية في هذه الحادثة ونحن من الاصوات العالية التي تطالب بهذا الأمر ويجب أن لا يُحمَى أحد أو تُخبأ الحقائق عن احد ".

أمّا عن التحقيق والمحاسبة، فناشد نصرالله تكليف الجيش اللبناني بإجراء التحقيق قائلاً:" اذا كانت مؤسسة الجيش اللبناني موثوقة لدى كل الزعامات اللبنانية فليكلف الجيش اللبناني بالتحقيق واعلان النتائج للشعب اللبناني وليس فقط للسطلة السياسية".

وأضاف:"التعاطي مع الحادثة الاستثنائية هو مصيري. الموضوع اليوم هو موضوع الدولة اللبنانية ومؤسساتها كيف تتصرف. طريقة التعاطي مع فاجعة من هذا النوع عبرت كل المناطق..بحسب ما يتم التعاطي مع هذه الحادثة سيكون ناتج مصيري لجهة الثقة بوجود دولة أو أمل ببناء دولة في لبنان".

وكشف في السياق:"اذا لم تستطيع الدولة أن تصل الى نتيجة في هذا الملف يعني لا يوجد أمل ببناء دولة ويجب أن نعمل حتى لا يكون هذا اليأس موجودًا بل حتى نزرع الامل لدى اللبنانيين".

مؤكّداً أنّ "هذه حادثة لا يمكن أن تُنسى ولا يمكن أن يُسمح بالتغافل عندها هذه حادثة يجب أن يحاكم المسؤول عنها دون أي حمايات وغير هيك نعم يوجد ازمة نظام وكيان".

المصدر : رصد السياسة