خاص – معبر "نصيب" أداةجديدة لتطويع خصوم الأسد

15/10/2018 04:09PM

إثر إغلاق معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، تقلص عدد الشاحنات التي كانت تنقل البضائع إلى دول الخليج العربي في عام 2015 من 250 شاحنة يومياً إلى النصف، وتنقل تلك الشاحنات المحملة بالبضائع عبر البحر من لبنان إلى الأردن كطريق مؤقت لتصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية، ما زاد كلفتها. في حين كانت تمر سابقاً عبر الخط البري من لبنان إلى دول الخليج عبر سوريا والأردن، وهي تشكل حوالي 70 في المائة من الصادرات الزراعية اللبنانية، و32 في المائة من الصناعات الغذائية اللبنانية، و22 في المائة من صادرات الصناعة بشكل عام.

"حوالي 70 في المائة من الصادرات الزراعية اللبنانية تمر عبر معبر نصيب"

وتشير التقديرات إلى تراجع تصدير المنتجات اللبنانية إلى الأسواق الخليجية بنسبة تتخطى الخمسين في المائة منذ إقفال المعبر في نيسان 2015، لتُضاف في ذلك الوقت إلى إقفال المعابر الحدودية بين سوريا والعراق أيضاً، ما دفع اللبنانيين لتصدير بضاعتهم بحراً إلى ميناء العقبة وإلى مصر، قبل نقل البضائع إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.

أمام هذا الوضع الاقتصادي المترنح، وككل موضوع سواء يحمل طابعاً إنسانياً او اقتصادياً تلعب الخلفية السياسية للقوى المحلية الدور الأساس في مقاربته وبناء موقفه السياسي، فمعبر نصيب اعتبره حزب الله وحليفه الرئيس اللبناني ميشال عون معبراً لتطبيع علاقات لبنان مع حكومة نظام الأسد ما خلق تشنجاً سياسياً كبيراً وعمق الأزمة السياسية التي يتخبط بها لبنان خاصة بما يتعلق ملف تشكيل الحكومة المرتقبة.

تسيس هذا الملف وإخضاعه لمصالح بعض القوى اللبنانية في سوريا فوت فرصة جديدة على لبنان ببناء سياسة اقتصادية واضحة تساهم بمساعدة شريحة واسعة من اللبنانيين، حيث قام نظام الأسد باستغلال نقطة ضعف لبنان الذي لا يملك ممراً برياً سوى مع سوريا للابتزاز السياسي حيث أشارت مصادر خاصة الى ان الجانب السوري لم يعطي الضوء الأخضر للبنان ببدء التصدير عبر معبر نصيب، متحججاً بعدم الاتفاق مع الجانب اللبناني على كافة التفاصيل المتعلقة بعبور الشاحنات من لبنان الى الاردن عبر معبر نصيب، لافتا الى ان اخر الاجتماعات مع الوزراء اللبنانيين كان الجانب السوري يركز على ضرورة التواصل بين حكومتي البلدين ان كان ما يتعلق بعبور شاحنات الترانزيت او باقي الملفات الاقتصادية.

فمن الواضح أن النظام السوري لن يسهل الحركة الاقتصادية على اللبنانيين ويريد استثمار هذا المعبر الاستراتيجي لإخضاع خصومه اللبنانيين وجرهم مرغمين تحت وطأة الضغوط الاقتصادية لتنازلات سياسية ليس آخرها تطبيع العلاقات وحسب.

"الجانب السوري لم يعطي الضوء الأخضر للبنان ببدء التصدير عبر معبر نصيب"

في مقابل الضغط السياسي-الاقتصادي برز تفاؤل لبناني حيث لفت تصريح رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي نقلاً عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تأكيده امكان مباشرة عملية التصدير من لبنان الى الدول العربية عبر معبري نصيب وجابر عند الحدود السورية - الاردنية. مشيراً في بيان الى ان "اللواء ابراهيم، بعد اتصالاته بالجانب السوري، أكد ان الطريق مفتوحة امام المنتجات اللبنانية وان الوضع عاد الى طبيعته والى واقعه ما قبل ازمة الحدود عام 2015."


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa