كيف اضطُرّت أُمٌّ لبنانيّة على رمي طفلها في البحر؟

18/09/2020 02:13PM

الموتُ الّذي يقعُ على من يفرُّ منه، يوجعُ أكثر ممّن "يطحش" ليُلاقيه في منتصف الطريق.

الأخير اختاره بنفسه، وجدهُ "جُنونًا أخضر مُغرٍ".. لا يأكُلُك موته.. فقط ذلك الذي يهرب، تشعُرُ أنّك تودُّ احتضانه لتحميه!

ولا تستطيع.. 

كيف إذا كان طفل يهرب به أهله من مأساة الموت اللبنانيّ تفجيراً وحرقاً وسحلاً وخطفاً.. ليقضي غرقاً!

بات الموت بحرًا...

مهرّبو بشر، تقاضوا ممّن يهربون من الفقر الذي أكلهم أكثر من 1000$ في بلدٍ سعر صرف الدولار فيه أكثر من 7000 ل.ل. من لبنان الى قبرص.

لتتوهَ رحلتهم غير الشرعية بين قبرص وتركيا.. وتنفذ سفينتهم من الوقود.. ويجتاحهم الجوع والعطش.. والكثير الكثير من الموتِ.. كثيرٌ قارب الـ 14 شخصاً.. 

بين هؤلاء المغبونين طفل. توفّي على أُمّه يومان كاملان. لم تنقذه أحلامها ولا آمالها.. 

ولأنّها أُمٌّ، ما تمكّنت من تركه ليصبح فيولاً يُباعُ فيما بعد وتستفيد منه السلطة التي قتلته نفسها.. أطعمته لأطفال السّمك!

لأنّها أُمٌّ وحتى درب الممات لا تسلكُهُ إلّا تضحيةً.. 

مع الاشارة الى أنّ لا أحد من السلطة اللبنانية تحرّك حتّى اللحظة للبحث عن المفقودين في البحر. وهذه فضيحة كبيرة بحقِّ جمهوريّة!

أبناءُ هذا الوطن، المصلوبون بدون نبوّة.. المدفونون بحرًا وبرًّا بدون قيامة.. لا يحرقُ وجعهُم قلوب من يميتُهُم.. 

كُلُّهُم شُهداء.. اولئك الذين "ماتوا بدون أرضهم".. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa