من هو حسن "الأسمراني" الذي حوّل فيسبوك الى "مجلس عزاء"؟

"الى فقيدي النائم في بطن التراب، دعوت الله كثيراً أن يرحمك، ونلتقي معاً في الجنة".. 

بهذه العبارة رثى أحد أصدقاء حسن رحيله عن الدنيا..

حسن وهبي، صاحب الوجه الجميل والباسم، رحل أمس وهو في ربيع عمره (27 عاما)، بعد أن خطفه الموت بحادث سير مروّع على اوتوستراد الرئيس لحود بالقرب من سوق الأحد باتجاه الصياد.

غادر حسن هذه الحياة الفانية شابّا، تاركا أهله وأصدقاءه وأحبّته، وكل ما زرعه بينهم من محبّة وإخلاص ووفاء.

حسن "الحنون" كما وصّفه أصحابه، أحدث صدمة أليمة برحيله، فضجّت كل مواقع التواصل الإجتماعي بصوره وبعبارات مؤثرة، والملفت كان عدد أصدقائه الكبير والمشاعر الحزينة التي عبّروا عنها على صفحاتهم. حتى من لا يعرفه رثاه بطريقة لافتة لما شكّله رحيل هذا الشاب من أثر في نفوس الجميع حتى تحوّل الفيسبوك وكأنه "عزاء".

وقد أخبره أحد الأصدقاء علّه يسمعه، فقال " الكبير والصغير عم يحكي فيك ، راحت الضحكة الحلوة والقلب الطيّب والحنون ، كنت تحب الناس والناس تحبك، كنت تركض أول واحد لتساعد الناس ، كان قلبك نضيف ، وروحك طيبة ، صدمتنا كلنا ، صدمت كل لبحبوك ، فجعت قلوبنا.. لح نفقدلك كتير.. يا عمري.. يا زينة شباب بير العبد".

هؤلاء الأصدقاء الذين سارعوا الى منزله للجلوس بالقرب من جثمانه ليمضوا معه آخر ليلة وآخر سهرة، والتي للأسف، هذه المرة لن تكون في قهوة بئر العبد، التي كان يملؤها حسن بالحياة والفرح بوجوده.

هذا الموت، لا يستأذن مشاعرنا، يأتي على غفلة، ليأخذ من يختار.. وقد إختار هذه المرة حسن، وحيد والديه، وسند أخواته الثلاثة. وانسلخ عن "أمّه" التي ترك الغربة لأجلها، وعاد الى الوطن ليمكث في حضنها. إلّا أن الموت أراد أن يفجعها بوحيدها بعد أن فجعها قبل أشهر قليلة بأخيها.

طرقات الوطن ليست آمنة، بل ملغومة تارة بتفجير وطورا بحادث.. ملغومة بهذا الموت الذي يباغتنا، فلا يترك لنا مجالا لوداع من نحب أو الإعتذار ممن خاصمناه.

"الوهبي" رحل الى السماء، لكن سمعته الطيبة تركت أثرا جميلا في الأرض.. كونوا لطيفين وأخبروا الآخرين في كل صباح عن محبتكم.. سامحوا وتعالوا عن الصغائر، فإنا في هذه الدنيا زائرون وسنمضي.

ولحسن، كما قال أحد أصدقائك: " أمّا أنت فقد استرحت من همّ الدّنيا وغمّها.. وفي السّماء رزقكم وما توعدون".

المصدر : السياسة