تلزيم الحج لـ«موانئ دبي»: السعودية ترعى التطبيع الإماراتي

27/10/2020 06:25AM

تأبى الإمارات، في مسار تطبيع العلاقات بينها وبين العدو، إلا أن تذهب بعيداً في تظهير انخراطها في المشروع الإسرائيلي القاضي بجعل الكيان جزءاً «طبيعياً» من المنطقة. آخر «إبداعاتها» في هذا المجال، والذي تقوده ذراعها الاقتصادية المتمثلة في «موانئ دبي العالمية»، يتجسد في سعيها إلى افتتاح خط بحري مباشر بين إيلات وجدة، ومن الأخيرة إلى مكة، للحجاج من فلسطينيي الـ48. مشروع يشكل مؤشراً إضافياً إلى انخراط السعودية المباشر في عمليات التطبيع الجارية على قدم وساق، والذي لم يعد يحتاج تأكيده إلى أكثر من إشهار واحتفالية، قد لا يكونان بعيدين.
لطالما مَثّل حجّ فلسطينيّي الـ 48 إلى مكة ورقة مناورة في المعارك السياسية الداخلية. فمن جهة، قامت الأحزاب العربية واللجان والوجهاء بدور في هذا الملف الذي يُعدّ الأردن لاعباً مركزياً فيه؛ كونه هو الذي يمنح المسلمين من فلسطينيّي الـ 48 جوازات سفر أردنية مؤقتة يتسلّمونها بمجرّد وصولهم إلى المعبر البرّي الأردني عبر معبر «ألنبي» الإسرائيلي، ومن هناك يسافرون برّاً إلى مكة. غير أنه منذ فترة، فرضت الرياض شروطاً صعبة، معترضة على أصل دخول هؤلاء إلى أراضيها بجوازات سفر أردنية مؤقتة.
الاعتراض السعودي غير المبرّر فَسّره استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه الفريضة المهمّة بالنسبة إلى المسلمين ليعلن قبيل آخر انتخابات «كنيست» في شباط/ فبراير الماضي، وكجزء من حملته الدعائية، أن تل أبيب والرياض ستتوصّلان إلى اتفاق يُسمح بموجبه لفلسطينيّي الـ 48 من المسلمين بالحجّ إلى مكة عبر السفر جواً من «مطار بن غوريون»، والدخول بجوازات السفر الإسرائيلية التي يحملونها. لكن على إثر إعلان توقيع «اتفاقيات السلام» بين تل أبيب من جهة، وكلّ من أبو ظبي والمنامة والخرطوم أخيراً من جهة أخرى، أبدت الإمارات حماستها لتدشين ممرّ بحري ينطلق من مدينة إيلات ليصل إلى السواحل السعودية قبالة مدينة جدة، لكي يستخدم في تسيير قوافل الحجّاج والمعتمرين من فلسطينيّي الـ 48. وبحسب صحيفة «إسرائيل اليوم»، فإن الوفد الإماراتي الذي زار إسرائيل أخيراً، وتجوّل في عددٍ من المناطق، بينها إيلات جنوب فلسطين المحتلة، بحث مع الإسرائيليين إمكانية إقامة المشروع البحري، مبدياً حماسته لتنفيذه.
ولم يكن الوفد الإماراتي مؤلّفاً من رجال أعمال فقط، وإنما ترأّسه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ»شركة موانئ دبي العالمية»، سلطان أحمد بن سليم. وفي ذلك دلالة على الاهتمام الذي توليه أبو ظبي للمشروع؛ إذ إن «موانئ دبي» تُعدّ واحدة من أكبر شركات الشحن البحري على مستوى العالم، وقد رافق بن سليم في زيارته لميناء إيلات، حيث التقى مدير الميناء جدعون غولبر ومالكه شلومي فوغ، وفدٌ من رجال الأعمال الإماراتيين. وفي التفاصيل، فإن «سفن الركاب سترسو في ميناء إيلات، ويمكن للمسلمين من فلسطينيي الـ 48، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، السفر عبرها للحجّ في مكة، حيث من المفترض أن تصل إلى جدة التي تبعد 70 كيلومتراً عن مكّة فقط».


المصدر : الاخبار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa