"حامية" بين الفرنسيين وأردوغان.. وخلايا الإرهاب تلعب بدماء الأبرياء!

30/10/2020 09:11AM

منذ أعوام وصحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية تشكل جدلية كبيرة على نطاق العالم، بعد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص)، والتي عادت ونشرت مثلها في الايام القليلة الماضية، متسلّحة بدعم رسمي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما أثار موجة غضب عارمة لدى المسلمين: شعوبا، رؤساء، قيادات سياسية ورجال دين.

لكن المفارقة كانت في الخرق الذي سجّلته الصحيفة، بعدما نشرت وسط كل هذا الغضب العالمي تجاهها، عبر صفحتها على تويتر رسم كاريكاتوري مسيء للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويظهر فيه جالسا بملابسه الداخلية، ممسكا بمشروب معلب مع امرأة ترتدي الحجاب. ما استدعى ردا شخصيا من الرئيس التركي على الصحيفة، بعد المواقف التصعيدية التي سبق وسجّلها بوجه ماكرون على خلفية الرسوم المسيئة للرسول.

الغريب في ذلك أن يرد رئيس جمهورية على صحيفة، والاغرب أن تختار تلك الصحيفة رئيسا معينا بالذات لتنتقده من بين كل الرؤساء الذين ندّدوا وشجبوا ما نشرته من كاركاتير مسيء.

في هذا العالم، لا شيء يحدث صدفة، لاسيما في السياسة الدولية.. واليوم باتت أغلب الوسائل الإعلامية كما الخلايا الأمنية النائمة تعمل لتنفيذ أجندات جيوسياسية ذات خلفية إقتصادية توسعية.

ووسط المحاور والتحالفات القائمة شرق المتوسط، ليس غريبا هذا التطور السريع لسوء العلاقة الفرنسية - التركية، والتي تُعتبر رسوم شارلي إيبدو وردّة الفعل التركية جزءا تفصيليا صغيرا منها، ولا يعدو كونه استعراض عضلات بين الطرفين المتنازعين في شرق المتوسط.

فالازمة التي ليست وليدة اليوم، تتفاقم بينهما من خلال القضايا المستجدة في الملفات الجيوسياسية سواء منها ما هو متعلّق بأكراد سوريا، أو الناتو بعد لجوء تركيا الى التسلح عبر روسيا، وصولا الى الملف الليبي، والنزاع على استخراج النفط في شرق المتوسط. إلا أن محاولات التوافق الدبلوماسية والسياسية لم تصل الى كلمة سواء بسبب تلك الرهانات على الوضع الإقليمي.

لعبة الأمم، دائما ما تذهب ضحيتها الشعوب.. فلا ضيم من أن يُقتل هؤلاء بهدف تحقيق مصالح اللاعبين الكبار.

وما يجري اليوم في فرنسا، وبعض مناطق العالم من أعمال إرهابية باسم الدين، جزء لا يتجزا من تلك اللعبة، التي يحرّك لاعبوها تلك الخلايا كأحجار الشطرنج.. حتى ولو نشرت "حرية التعبير" من جهة و"القتل" من جهة أخرى، الكراهية والعدائية بين الشعوب.

والثابت أن أردوغان يلعب ورقة معارضة الغرب وماكرون المأزوم داخليا يلعب دور الزعيم الأوروبي الذي  يلجأ إلى تحويل التاريخ إلى قضية سياسية.

أما الثابت أكثر، فهو أن التعرض لمعتقدات الآخرين بانتقائية والإساءة إليها دون وجه حق ليس "حرية تعبير"، كما أن القتل وقطع الرؤوس ليس من الدين، والقتلى ليسوا من المسلمين. والمعلوم من كل ذلك، أننا أمام جماعات تكفيرية " لا مسلمة" خُلقت لتنفّذ أجندات سياسة بستار ديني.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa