‎حزب الله للحريري: "الله معك"

02/11/2018 06:29AM

عبد الله قمح


 ‎تعقّدت الأمور الحكومية وانخفضت احتمالات التّأليف إلى أدنى مستوياتها. التّرجيحات الحالية تصبُ في خانةِ تطيير إعلان التّشكيلة أسبوعاً على الأقل، وطالما أنه لم يتوفر لغاية الآن أي حل للعقدة السُنّية المتأرجحة بين التّصلب القائم بين المعنيين المُباشرين بالأزمة وغير المباشرين، فإن ولادة الحُكومة قيد التّعثر.


كشفَ مصدر منغمس في عمليةِ التّشكيل لــ "السياسية"، أنه و "في حالِ لم تبلغُ الحلول الأسبوع الطالع، فإن أزمة التّأليف ستنفلش وهي مرشحة لتولّد عقد جديدة متعدّدة الأحجام، وهذا سيء ولا يخدمُ الدّعوات من قُبَيل الإسراع في معالجةِ أزمات الاقتصاد الهَش".





 أزمة التّأليف ستنفلش وهي مرشحة لتولّد عقد جديدة متعدّدة الأحجام


‎اللّافت أن حزب الله المُصنّف أحد المعنيين في الأزمة المُستجدة، يتعاملُ ببرودة تجاه ردود فعل الرّئيس المُكلّف تشكيل الحُكومة سعد الحريري الذي يرفعُ السقف منذ ٢٤ ساعة على سبيلِ توجيه رسائل ساخنة إلى الضاحية، بينما الأخيرة تتلقف سهام بيت الوسط بكثير من اللّامبالاة، على قاعدة "لقد رمينا ما لدينا عند الآخرين، والكرة باتت في ملعبهم".


‎ما يمكنُ استنتاجه من مطّلعين على موقفِ حزب الله، أن الأخير وضعَ مطلبه بعهدة الرّئيس المُكلّف; ومن هناك، عليه بصفته معنياً أن يستخرج الحلول "لأن تشكيل الحُكومة من صلاحياته بالتفاهم مع رئيس الجمهورية وليست من صلاحياتِ الأحزاب"، معنى ذلك أن الحزب غير مولج الحفر وراء الحلول، وجُل ما يمكنُ تقديمه هو المساعدة.


‎عموماً المساعدة ما زالت غائبة كنتيجة طبيعية لتشدّد الحريري، وهو ما يقرأهُ المُطّلعون على أنه "منطلقٌ من خلفياتٍ ترتبط بنتائج الانتخابات النّيابية التي لم يتجاوزها الحريري بعد".

 حزب الله يتعاملُ ببرودة اتجاه ردود فعل الرّئيس المُكلّف في الأزمة المستجدة


وفي سؤالِ "السّياسة" عن الحلولِ الرّامية لإنهاء المعضلة، قال المطّلعون على مواقفِ حزب الله أنها "تقعُ على مسؤولية الرّئيس المُكلّف"، وحين تمّت مواجهتهم بكلام مصدره الحريري أتى كتلويح بالاعتذار وفقَ قاعدة "شوفولكن حدن غيري" أجابوا: "إذ أصبحت الأمور كذلك فالله معه، لن نمنعهُ ولم يُعهد علينا أن منعنا أحداً من اتخاذ أي خيار سياسي مهما كان صعباً"، لكنها عادت واستدركت أن الرّئيس الحريري "ينفخُ بالونات ويهدفُ إلى تفجيرها فوق رؤوسنا، وهو أكثر العارفين باستحالة حصوله على أي تنازل من حزب الله تحت الضغط، كما قدرته على اتخاذ خيار الاعتذار، لأنه سيخسر كل شيء هذه المرة".


‎ومع أن الضاحية الجنوبية تستقبلُ ردود فعل الحريري بكثير من البرودة، لا يبدو أنها كذلك بالنسبة إلى المواقف الأخيرة التي صدرت عن رئيس الجمهورية ميشال عون وتحركات وزير خارجيته جبران باسيل. ومع أنها لم تشر من جانبها وبالمباشر إلى أي انتقاد أو استياء، أبدت عتباً واضحاً ولو أنه لفّ بقدر واسع من الحيطة "لأن البعض دائماً يتعمّدُ إرسال الرسائل في غير قنواتها".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa