حزب الله والرئيسان... وجهاً لوجه

02/11/2018 08:52AM

    نهلا ناصر الدين


قبل إطلالة الرئيس ميشال عون بساعات، سئِل نائب من النواب السُنة الستة المحسوبين على حزب الله: "ما الحل إذا رفض الرئيس ميشال عون توزيركم؟"... فأجاب بنبرةٍ حادّة، واضعاً ملئ الثقة بعماد القصر: "لا تقوِلّوا الرئيس ما لم يقله، الليلة سنعرف موقفه من العقدة السنية".


لكن على عكس ما تشتهي سفن سنة 8 آذار جاءت مواقف الرئيس عون، إذ كان للأخير عشية عامه الرئاسي الثالث تصريحات قد تقلب طاولة التحالفات الاستراتيجية وتؤسس لمواجهة جديدة لا بدّ من خاسرٍ في نهايتها.


فردّاً على سؤال عن العقدة السنية قال الرئيس "هم أفراد وليسوا كتلة، لقد تجمّعوا أخيرا وطالبوا بتمثيلهم، ونحن يهمنا أن يكون رئيس الحكومة قوياً لأن المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة"، متبنياً بذلك مواقف الرئيس المكلف سعد الحريري الحكومية، وقاطعاً الطريق على توزير أحد نواب سنة 8 آذار من حصته، ومغلقاً باب المطالب على أصابع حليفه حزب الله، الذي يرفض تسمية وزرائه قبل توزير أحد النواب الستة "فيصل كرامي، جهاد الصمد، الوليد سكرية، عبد الرحيم مراد، قاسم هاشم،   وعدنان طرابلسي".


تبنى الرئيس عون مواقف الحريري الحكومية وقاطعاً الطريق على توزير سنة 8 آذار 


لتنتقل المواجهة الحكومية بين سنة 8 آذار وسنة الحريري إلى حزب الله والرئيسين عون والحريري. دستورياً الأخيرَين أقوى من حزب الله كون حق التشكيل الحصري يعود لهما دون غيرهما، بينما يشكك البعض بقوة الدستور في بلد مثل لبنان ويؤمن أكثر بسلطة الأمر الواقع. 


يرفض النائب العوني سليم خوري تسمية ما سبق ذكره بالمواجهة، ويصف هذه التسمية بالمضخمة، ويصرّ على تسمية الخلاف بأنه مجرّد "تباين" تقني بين الرئيس عون وحزب الله، "لأن ما يجمع هذين الطرفين أمور استراتيجية أكبر بكثير من وزير أو تمثيل فئة معينة، على أهمية هذا الموضوع".


ورأى خوري في حديثه لموقع "السياسة" أن ما كان ينادي به الفريق الرئاسي طوال المرحلة المقبلة، وهو اعتماد المعيار بالتشكيلة لتكون الحكومة انعكاساً مباشراً للانتخابات النيابية كان له أن يجنّبنا عقداً من هذا النوع.


وعن العقدة السنية أشار خوري "إن معظم النواب الستة ينتمون لتكتلات نيابية تم احتساب تمثيلها بالتشكيلة الحكومية"، ولا يتوقع خوري أن يطول عمر الأزمة أو الوصول لطريق مسدود مع حزب الله "فهاك عقد كثيرة تم حلّها ولا بد من مخرج لهذه العقدة".


انتقلت المواجهة من بين سنة 8 آذار وسنة الحريري إلى حزب الله والرئيسين عون والحريري


ويجزم عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، بأن المخرج الوحيد للعقدة السنية، هو "التوصّل لحلّ وسط مع رئيس الجمهورية وتسمية شخصية غير نافرة... وإلا فلنبقَ بلا حكومة، ليس هناك مشكلة".


وعن ميزان القوى في هذه المواجهة، يقول علوش لـ"السياسة": "حزب الله ليس في موقعٍ قادر فيه أن يحكم بهذه اللحظة، لأن لديه وضع إقليمي خطر جدا مرتبط بالعقوبات الأميركية". وتوقع أن يكون حزب الله قد اتخذ من التصعيد في ما يخص العقدة السنية مخرجاً لتبرير عدم مشاركته بالحكومة.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa