الحريري وحيداً والسبب.. "عقاب"

ومن جهته أكد المصدر إن أهم جنود القحطاني في لبنان والذي يعول عليه في مهامه السرية هو عقاب صقر الذي تمكن من كسب ثقة رئيس التيار الأزرق خصوصاً مع بداية أحداث الثورة السورية. صقر تربطه علاقة متينة مع لؤي المقداد، وهو جندي القحطاني، وكان يشغل موقع المنسق السياسي والإعلامي والناطق باسم الجيش الحر وعضواً في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والذي تبين فيما بعد بأنه كان عميل مزدوج كحالة عقاب صقر.

ويقول المصدر "أتت الأوامر لعقاب التخلص من صقور المستقبل المحيطة برئيسه الواحد تلو الاخر ابتدأً من معين المرعبي ثم نهاد المشنوق وأخيرا جمال الجراح". فالحاج معين كان دائما ثائرا "محاربا الحق لومة"   فعمل عقاب والبعض على تشويه صورته ومحاربته داخلياً وإقصائه سياسياً، الا انه لا يزال حافظاً للعهد ووفياً لسعد الحريري حيث لم ينقطع عن دعم الحريري ولم تنقطع مشاركاته واجتماعاته عن لقاءات التيار الأزرق. 

ونهاد المشنوق ايضا لم يسلم من استغلاله حيث سارع صقر لإيصال كلامه بعيد ازمة الحريري الى مسامع القحطاني حين قال “لسنا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر " وتوصيفها بأنها رسالة تمرد ضد السعودية، وبدأ العمل على الإيقاع بينه وبين الرئيس سعد الحريري، وإطلاق الإشاعات التي كانت تستهدفه من كل صوب.

امّا من ناحية وزير الاتصالات جمال الجراح، فلا يخفى على الجميع الحملة المنظمة التي استهدفته والتي كانت بدايتها التسريب الصوتي المشكوك بصحته والذي غمزت به بعض الصحف عن وقوف عقاب صقر وصديقه المعارض السوري وراء تجزئة الكلام. فبحسب المصدر كان عقاب صقر يحذر الجراح من بعض الطعنات التي قد تأتيه من الرئيس الحريري مشككاً بصدق الحريري معه في قضية التوزير، لكن الجراح ظل مؤمناً بوعد الرئيس الحريري له، إذ خيره بين الوزارة أو النيابة. اعتمد عقاب اللعب على الحبلين فالجراح هو بوابة البقاع وسيف الحريري الأول فيها وبالتالي إضعافه، وخصوصا بقاعيا هو مخطط لزعزعة قوة تيار المستقبل في المنطقة وفرض معادلات جديدة فيها نظرا لموقعها الاستراتيجي من الدولة السورية. 

وأكد المصدر نفسه نقلا عن أحد المدراء في هيئة أوجيرو أن هناك استياء كبير من أداء أحد مستشاري الوزير المقرب من نادر الحريري، ويتداول البعض عن قربه لجمعية المشاريع الإسلامية، مشيراً الى انه يتفرد بالقرارات ويعتمد سياسة "الانبطاح للتيار الوطني الحر" إذ انهم يحصلون على أغلب الوظائف والمراكز المهمة في الهيئة دون إعلام الوزير بها مسبقا بهدف تشويه أداء الجراح وحرقة إداريا وسياسيا. 

وأشار المصدر نقلا عن المدير ان الجراح لم يغلق بابه يوما بوجه النقابة أو العاملين في هيئة أوجيرو من جميع المناطق وهم يشهدون بشفافيته وصراحته معهم في كل لقاء، لافتاً الى أن الخوف الأكبر الذي يعيشه العاملين الأن هو خصخصة هذه المؤسسة بعد تداول اسم أحد رجال أعمال محسوبين على التيار الأزرق لتولي حقيبة وزارة الاتصالات والمعروفين بعلاقاته مع ضباط سوريين مقربين من النظام.

ورأى المصدر أن القضاء على صقور المستقبل هو مخطط خبيث هدفه ترك رئيسه وحيدا محاطاً بوجوه حديثة العهد وقليلة الحنكة السياسية هزيلة الثبات والحجة وبالتالي ستمنعه من الصمود والفوز بأي مواجهة قد تضعه بوجه حزب الله وحلفائه. مؤكداً انه لابد لرئيسه اخذ الحيطة والحذر وان يبقى متيقظا وان لا يتغافل عن اَي تحرك او عمل قد يقوم بهِ من يريد بهِ وبتياره الشر، ولجمهوره أن يكونوا كالبنيان المرصوص في وجه أي افتراءات واضاليل قد تطال أفيائه في هذه المرحلة. وإن لا يشمتوا بهم عدوا حاسدا.