تأليف الحكومة وترسيم الحدود في رقاد قد يقصر وقد يطول

02/12/2020 06:09AM

المعنيان الرئيسيان بإخراج تأليف الحكومة وترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل من سباتهما، وهما الفرنسيون والاميركيون، قد لا يكونان مستعجلين عليهما إلا بالقدر الذي يتوقعانه. يريدان الاستحقاقين في نهاية المطاف. في الايام الاخيرة، لم يكن صعباً ملاحظة تداخل هذين الملفين، أحدهما بالآخر، الا بمقدار ما بدأ التشاؤم يحوم من حولهما. لا حكومة الا كما تطلبها فرنسا علناً. من غير أن يكون الاميركيون بعيدين تماماً عنها، ولا ترسيم بحرياً يخرج عن الشروط الاميركية، من غير أن تبدو باريس الاكثر التفاتاً الى الداخل اللبناني مهتمة به.

يدير هذان المعنيان المباشران في الوقت الحاضر الأزمة اللبنانية بصعوباتها كلها، على نحو لم يعد في الامكان فصل مسار تأليف الحكومة عن مسار ترسيم الحدود، مع أن لكل منهما تفاصيله المستقلة عن الآخر، ومرجعيته الدولية.
ما يُنتظر أن تشهده الساعات المقبلة أنموذجا رقاد استحقاقين، قد يقصر وقد يطول.
أول الأنموذجين، انعقاد مؤتمر المساعدات الانسانية للبنان بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خارج أي برنامج إنعاش اقتصادي أو إنقاذي، واقتصاره على دعم اللبنانيين المتضررين من انفجار مرفأ بيروت قبل اربعة اشهر. لن تمر المساعدات هذه من طريق الحكومة اللبنانية، الا انها ستشكل طريقة التعامل الفرنسي والاوروبي معها على انها إدانة ليس للطبقة السياسية فحسب، بل للدولة اللبنانية برموزها كلها، على أن هذه هي القابضة على السلطة، المسؤولة عن انهيار البلاد مقدار مسؤوليتها عن الانفجار نفسه كما عن ضحاياه.
مؤشر ذلك أنه ليس في وسع ماكرون، من الآن الى موعد تسلم الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن سلطاته في 20 كانون الثاني، سوى تكرار مواقف الدعم السياسي وإظهار القدرة على مبادرات انسانية محدودة، وحض الطبقة السياسية على التخلي عن غطرستها وأنانياتها واستئثارها. يبرر ذلك الاعتقاد بأن تأليف الحكومة قد يكون مؤجلاً الى ذلك الموعد على الاقل، والمرجح أن يطول الى شهرين آخرين. لن تتوافر للفرنسيين حتى ذلك الوقت أدوات شغل فعلية لمبادرتهم، المعلقة منذ الاول من ايلول المنصرم. أولى تلك الادوات حكومة وفق المواصفات الفرنسية، لا تلك الجاري التفاوض المخفوت من حولها، كما لو ان الافرقاء اللبنانيين يؤلفون حكومة تشبه أياً من سابقاتها.

أما ثاني الأنموذجين، فهو زيارة الوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة اللبنانية - الاسرائيلية، جون دوروشيه الذي وصل إلى بيروت مساء أمس. سيلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس الوفد العسكري المفاوض العميد الركن الطيار بسام ياسين، آتياً من تل أبيب تحضيراً لتحرّك مكوكي ما بين طرفي المفاوضات. توحي زيارة دوروشيه للمسؤولين اللبنانيين، والقيادة العسكرية أول المعنيين، أنه سيخوض على طريقة ثلاثة من أسلافه السابقين في المهمة نفسها هم فريديرك هوف ودافيد ساترفيلد ودافيد شنكر، في مفاوضات غير مباشرة من وراء طاولة المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في 14 تشرين الاول، وتوقفت خامسة جولاتها المقررة اليوم.



المصدر : الاخبار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa