حركة أمل تنجو مِن العقوبات

06/11/2018 06:49AM

عبد الله قمح




تغولُ التحليلات السّياسية ذات الطابع الإقتصادي، أو العكس، في دراسةِ تبِعات الرزم المحدثة من العقوبات الاميركية التي طالت كُلّ من الجمهورية الإسلامية الايرانية وحزب الله، والتي باتَ تطبيقها ساري المفعول بدءاً من الأمس. الدقيق، هو إنكباب بعض المعنيين على دراسةِ تبعاتها ليسَ على لُبنان فقط بصفته معني "إلى درجةٍ ما"، بل في إنعكاسها على مجموعةٍ من الأحزاب الحليفة لحزب الله.






لم يعُد خفياً أنه ومنذُ اليوم الأول لإعلان واشنطن حزب الله "تنظيماً إرهابياً" متخذةًَ صفة "الإدّعاء العقوباتي" عليه، عملت على تفخيخِ مغلفات سياسيّة وإرسالها على شكلِ تحذيرات لمن يعنيهم الأمر ، من مغبة الإنغماس في سياسةِ حزب الله، علماً أن تلك الرسائل كانت تصدرُ إلى "حلفاء الضاحية" بدرجات محددة من التبليغ، نسبة إلى الوضع السّياسي وإنسجاماً مع بعض المحاذير. أما اليوم، فباتت الرسائل فجة أكثر.



خلُصت دراسة أميركية إلى القيام بورشة تقتضي العمل على تفكيكِ التّيارات الأقرب من حزب الله


قبل فترة قصيرة عُقِدَ لقاء في مركزِ أبحاث أميركي يُعنى بإنتاج السّياسات المتعلقة بمنطقة الشرق الادنى، انكبت على إجراء دراسة تفصيلية لكيفية تفكيك "شبكة العلاقات العامة" التي أقامها حزب الله طوال عقدين من الزّمن، خاصّة تلك السّياسة التي تعتبر واشنطن ان الحزب "يستفيدُ منها في تحسينِ صورته ويستمدُ منها جزء من مشروعيته وقوته".


ولم يعُد سراً إن قلنا أن كل من حركة أمل والتيار الوطني الحر، وضِعا على رأسِ قائمة تشريح المركز، الذي خَلُص في ختامِ مداولاته إلى قائمة توصيات تقدّم رغبة في العملِ مع الشريكين المميزين بالنسبة إلى حزب الله، عبر توسيع رقعة العلاقات معهما، وبدرجة ثانية، تقديم رسائل "ساخنة" على شاكلةِ ابتزاز شخصيات قيادية في الجهتين تتمتع بعلاقات أو مصالح في الولاياتِ المتحدة أو داخل دول معنية واشنطن بالمونة عليها، حيثُ يأتي ذلك في سبيلِ أن يُستثمرُ سياسياً من أجلِ فك الارتباط السياسي مع الحزب او التخفيف من درجاته، وذلك تبعاً لتأثير تلك الشخصيات داخل أحزابها.


هناك درجة ثانية، خلُصت إلى القيام بورشة تقتضي بالعمل على تفكيكِ التّيارات الأشد قوة والأقرب تحالفياً مع حزب الله، جانب ثاني يعملُ عليه في حالِ فشل التطبيق الأول، أي الحَث على الأبعاد.



قد تشمل العقوبات في المرحلة المقبلة  كيانات وشخصيات سياسية  من أحزاب متحالفة مع حزب الله


من هنا، تذكرُ مصادر "السياسة" ما جرى قبل عام تحديداً، حين سرّب لدى أوساط إعلامية، معلومات فحواها أن وزارة الخزانة الأميركية تبحث عن شمل عدد من الشخصيات السّياسية المحسوبة على أطرافٍ حليفة لحزب الله، تحديداً حركة أمل، على قوائمِ العقوبات، وهو ما استدعى تحركات عاجلة قامَ بها مسؤولون رفيعون في الدّولة.


وليس سراً إن قلنا أن النّائب ياسين جابر، العضو في كتلة التنمية والتحرير التابعة لحركة أمل والمتحالف معها سياسياً، كان من أشدًِّ العاملين على خطِ إبعاد شبح العقوبات عن أفراد في الحركة، مستثمراً علاقاته في واشنطن التي زارها، في السِّر والعلن، مراراً، وخاضَ في تفاصيلِ العقوبات حتى أضحى اليوم خبيراً فيها ومرجعاً يعودُ المعنيون في الشأنِ إليه.


وتفيدُ معلومات السياسة، أن النائب جابر وثُلة من الشّخصيات ذات النّفوذ القوي في واشنطن، نجحت حتى الآن من حجب العقوبات وتأثيراتها عن أفراد محسوبين أو مقربين من حركة أمل. وفي تقديرِ مصادر المعلومات، ان الوضع الناشئ لن يدومُ طويلاً طالما أن الحركة منغمسة في علاقةٍ "أخوية جداً مع حزب الله".


وبالتالي، تعتقدُ المصادر، ان المرحلة المقبلة ستحملُ معها تشدداً في العقوباتِ على أن تشمل كيانات وشخصيات سياسية من أحزاب متحالفة مع حزب الله، وذلك بعد أن أدرك الأميركيون المستوى الأعلى من العقوبات على حزب الله.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa