العلامة الحسيني لـ"السياسة": حزب الله يعرقل للسيطرة على لبنان

07/11/2018 01:33PM

العلامة الحسيني أجاب على اسئلة "السياسة " على المحور التالي :

ما هو تقييمكم للوضع الراهن في لبنان؟

لا شك ان الوضع سيء ويمر البلد بمرحلة دقيقة وخطيرة بسبب الاوضاع الاقليمية المحيطة والتي تهدد الاستقرار في كل لحظة، وتضع لبنان على كف الانقسامات الحادة، وكذلك لاسباب داخلية تتعلق باداء القوى السياسية ، التي عرقلت وتعرقل تشكيل الحكومة،  واذا كان الخطر الامني غير ماثل حاليا، واحتمال اندلاع حرب اقليمية في لبنان، مؤجل نسبيا، فان الخطر المالي والاقتصادي يضغط بشدة، ويهدد بالانهيار الشامل.


من هي الاطراف المعرقلة التي تحدثت عنها ؟

كل القوى السياسية عرقلت في البداية تشكيل الحكومة، ولكنها كانت عرقلة من النوع المألوف والمعتاد في لبنان ، اي بمعنى سعي كل طرف لتكبير حصته الحكومية والتعبير عن تمثيله الشعبي كما يراه . ولكن بعد حل كل العقد ، وخصوصا المسيحية والدرزية ، برزت بقوة عقدة حزب الله المتمثلة بتمثيل احد النواب السنة التابعين له ، وهو ما لم يكن مطروحا في البداية . 


حزب الله يمارس لعبة ابتزاز واضحة ومكشوفة لاسباب اقليمية خارجية


هذه العقدة تختلف عن سابقاتها ، فحزب الله لا يبحث هنا عن زيادة وزير لاحد حلفائه وتكبير حجم نفوذه داخل الحكومة ، وانما يمارس لعبة ابتزاز واضحة ومكشوفة لاسباب اقليمية خارجية ، فالعقوبات التي ستفرض عليه (وعلى ايران ) ، هي عامل اقليمي وليس محليا ، لانها في الاساس تستهدف نشاطاته الخارجية ، وهو يحاول اخضاع الحكومة العتيدة لشروطه بعدم الالتزام بهذه العقوبات ، قبل الافراج عن ولادتها .


وما هو تأثير هذه العقوبات  على لبنان ؟

تاثيرها مؤذٍ جدا للاقتصاد والمالية في لبنان ، لان الدولة مجبرة على التعامل معها بايجابية ، والا فانها ستنقلب وبالا على لبنان ككل ، ومن ناحية ثانية فان الالتزام بها سيحدِث مشكلة كبيرة مع حزب الله ، وكلنا نعرف مدى قدرات هذا الحزب على التخريب والتعطيل اذا لم تسر الامور كما يشتهي.


هل العقوبات هي وحدها السبب وراء تعطيل حزب الله لتشكيل الحكومة؟

بالتأكيد لا ، ثمة سبب آخر يتعلق باستراتيجية حزب الله بعيدة المدى ، وهو لا يوفر فرصة الا ويعمل من اجلها ، ونعني بهذا محاولته الدائمة لاسقاط اتفاق الطائف والغائه ، وقيام مؤتمر تأسيسي ، كما اعلن امينه العام ذات مرة . هذا المؤتمر لن يكون لتحسين اداء النظام اللبناني بل لاسقاطه وارساء اسس جديدة للحكم في لبنان ، تمكن حزب الله من السيطرة عليه رسميا ونهائيا .

ان كل اداء حزب الله في السنوات السابقة ، لا سيما تعطيل المؤسسات الدستورية الواحدة تلو الاخرى ، يؤكد هذا الامر ، وكلما وجد مقاومة لمساعيه تراجع تكتيكيا ليعيد الكرة مرة جديدة . حدث ذلك اثناء التعطيل المتكرر للانتخابات النيابية ، ثم الشغور الرئاسي ، واليوم يتجلى في منع تشكيل الحكومة.


وهل من بديل لاتفاق الطائف ؟

بالتأكيد لا ، فهذا الاتفاق انهى الحرب الاهلية في لبنان ووضع بعض التوازن في آليات الحكم . ربما ينبغي تطوير هذه الآليات، ولكن هذا لا يعني ان البديل مؤتمر تاسيسي يعيد تشكيل النظام ككل ، ويؤسس في الحقيقة لحرب اهلية جديدة . والواقع ان اتفاق الطائف اليوم هو الضمانة للاستقرار والسلم الاهلي ، من هنا يستهدفه حزب الله باستمرار .

متوجهاً بالتحية الى المملكة العربية السعودية التي  حققت انجازا تاريخيا من اجل لبنان واللبنانيين برعاية مؤتمر الطائف الذي اوجد حلا للازمة اللبنانية ووضع دستورا جديدا للبنان.


بالحديث عن السعودية .. ما رايكم بما تتعرض له حاليا ؟

من المؤسف ان تتعرض المملكة لهذه الهجمة السياسية والاعلامية بسبب قضية جمال خاشقجي ، وهي التي اكدت انها جريمة شنيعة يجب ان ينال مرتكبوها القصاص العادل ، وقد تم اعتقال 18 شخصا وهم اليوم بيد القضاء السعودي . ان خلف هذه الحملة ، ونكأ الجراح  على مدار الساعات والايام ، نوايا خبيثة لاستهداف السعودية ، وتصفية حسابات قديمة معها ، او تحصيل مكاسب سياسية ومالية ، على حساب العدالة للفقيد واهله .


وماذا عن الوضع العربي .. وهل يمكن ان نشهد نهاية للحرب اليمنية قريبا ؟

ثمة مؤشرات لذلك ، ولطالما أيدت الحكومة الشرعية ، ومن خلفها التحالف العربي ، الحل السياسي ، باشراف الامم المتحدة ، الا ان الحوثيين افشلوا كل المحاولات التي بذلها ممثلو المنظمة الدولية .

واخشى ان ايران التي تقف في الاساس خلف الانقلاب في اليمن لتحويله الى خنجر في الخاصرة السعودية ، ستعرقل مجددا المسعى السلمي لانها تحتاج اليوم الى ابقاء كل الساحات العربية مشتعلة كرد على العقوبات الجديدة عليها ، علها تساعدها في مفاوضاتها للابقاء على الاتفاق النووي او تحسين شروطها في اي مفاوضات على اتفاق جديد .


ايران تقف خلف الانقلاب في اليمن لتحويله الى خنجر في الخاصرة السعودية


والوضع في سوريا ؟

لا تجري الامور في سوريا كما يشتهي حزب الله ومن خلفه طهران ، فقد مُنع النظام وحلفاؤه من الحسم العسكري في ادلب ، ولا توجد سيطرة فعلية لهم في الشمال ، مع بقاء القوات الاميركية والتركية . وكل هذا يعني ان مفاوضات الحل السياسي النهائي عندما تحصل لن تحصل على اساس ان النظام انتصر وانه باق ، ثمة الكثير بعد لم يحسم في سوريا ، ومن يمتلك الاوراق كلها هناك هي روسيا وليس ايران .


دعوتم الشعب البحريني الى المشاركة في الانتخابات علما ان "جمعية الوفاق" تعتبرها غير شرعية .. لماذا..؟

هي اللعبة نفسها تلعبها طهران في البحرين عن طريق جماعاتها ، تماما كما تفعل في لبنان عبر حزب الله ، اي تعطيل الدولة ومؤسساتها ، وتفكيك المجتمع مذهبيا ، فهذا يضعف الدولة فيسهل ابتلاعها او السيطرة عليها .

الانتخابات واجب شرعي ووطني لانها الوسيلة الانجع للحفاظ على الدولة ، وعلى استقرار المجتمع ، وعلى السلم الاهلي ... والدعوة الى مقاطعة الانتخابات هي دعوة تخريبية مشبوهة لخدمة اجندة خارجية .


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa