"أبو سلّة" من السلّة الى التاكسي.. مخدرات تحت الطلب

09/11/2018 06:59AM

انشغل العالم والاعلام منذ فترة بالعملية الامنية التي أدت الى مقتل علي زيد اسماعيل المعروف ب"اسكوبار لبنان"،وما رافقها من إحتجاجات في منطقة البقاع، في حين كان البقاعيون قد استبشروا خيرا بأن "الدولة" اتخذت القرار وسيبدأ زمن التخلص من كل تلك الاوكار الفاسدة. إلا أن الامور لم تجر كما تشتهي سفن البقاعيين، واذا بالامور تهدأ لينشغل الرأي العام بالتطورات السياسية على صعيد ملف تشكيل الحكومة.

وماذا بعد؟ هل بموت "اسكوبار" تكون قد أنجزت المهمة؟ ماذا عن بقية التجار الذائعي الصيت ورفعي المستوى ؟ أين علي منذر زعيتر الملقب ب "أبو سلة"، هذه الشخصية البارزة في عالم المخدرات وترويجها والتي تصدرت الاخبار الأمنية على مدى سنين؟ 

لسنا هنا للتعريف عن "أبو سلّة"  فهو أشهر من يعرّف، كيف لا وأزقة منطقة الفنار تشهد لسلّته بترويج جميع أنواع المخدرات وأدوية الاعصاب الممنوعة من البيع. آخر الاخبار الاعلامية والامنية بعد المداهمة الشهيرة التي نجا خلالها من الموت وفرهاربا، أنه متوار عن الانظارويعتقد أنه في ضاحية بيروت الجنوبية، وأن شبكته بدأت تتهاوى. الا أن حقيقية الامر مغايرة، ف "أبو سلة" لم يتوار يوما عن الانظار وشبكته لا تزال في تطور مستمر، وبحسب المعلومات ل "السياسة"، فان أبو سلة نقل مركزية نشاطه من الفنار الى البقاع وتحديدا الى المنطقة المسماة "حي بيت زعيتر" والتي تقع بين " تل الابيض" و"حي الشراونة"، حيث يقبع منزله.

يكفي للحصول على المخدرات، ان تتوجه الى دوّار "تل الابيض"، وستكون "التاكسي" ذات اللوحة الرقمية البيضاء بانتظارك

"أبو سلة" الذي كان ينشط في الفنار لسنين ويتعرض لمداهمات متواصلة، بات اليوم في عرينه ومنزله بقاعا، الا أن المفارقة أنه ليس بمتوار عن الانظار، فهو يتجول بكامل حريته وسلاحه في أنحاء بعلبك وداخل المدينة، بسيارته نوع "تويوتا" (أف جي)، ذات الزجاج الداكن ، ودون لوحات رقمية.

أما اليوم، وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "السياسة"، فيكفي للحصول على المخدرات، ان تتوجه الى دوّار "تل الابيض"، وستكون "التاكسي" ذات اللوحة الرقمية البيضاء بانتظارك، حيث تخبر سائقها انك تريد الذهاب "عند أبو سلة"، ويوصلك بدوره عبر الطريق الممتد من الدوار باتجاه "حي بيت زعيتر"، للحصول على "المعلوم"، أي المخدرات.

مما لا شك فيه أن هذه المنطقة ومنزل "أبو سلة" يتعرض دائما للمداهمات حتى منذ ما قبل استقراره فيه مؤخرا ولكن دون جدوى، لأن الاخير قد زرع كامراته على طول الخط الممتد من منزله الى الطريق العام الذي يصل تل الابيض باتجاه بعلبك المدينة، والتي تسمح له برصد أي تحرك للقوى الامنية أو الجيش.

لم يكتف "أبو سلة" بالبيع والترويج، الا أنه أقام في منزله هناك "ديوان" يستقبل فيه يوميا عشرات الشبان المدمنين، لتعاطي كافة أنواع المخدرات، فأبو سلة فضلا عن "السيلفيا" التي اشتهر بتوزيعها، يتاجر بالحشيشة والماريجوانا والويد(وهي نوع من الحشيشة)، كذلك الكوكايين والباز وكافة أنواع الحبوب من (xtc وكبتاغون، والفراولة وهي دواء الترامادول الممنوع من البيع دون وصفة طبيب، كذلك البنزكسول، والريفوترين). 

لم يكتف "أبو سلة" بالبيع والترويج، الا أنه أقام في منزله هناك "ديوان" يستقبل فيه يوميا عشرات الشبان المدمنين

حركة "أبو سلّة" هذه كما العادة "على عينك يا تاجر"،ولسنا بصدد وضع السلطات الامنية أمام أخبار، لان أبو سلة سجله حافل، فضلا عن الاحكام الغيابية الصادرة بحقه، إنما نخاطب الرأي العام وبصفة السلطة الرابعة التي تهدف الى تسليط الضوء على كل من تسوّل له نفسه أن يعبث فسادا في المجتمع، ولنسأل أين أصبحت الخطة الامنية في البقاع لماذا أمثال أبو سلة لا يزالوا أحرار يقتلون في كل يوم آلاف الشباب، هل توقفت عند "اسكوبار"، أم أن الاحتجاجات التي نفذّها رجال "أبو سلة" على خلفية قتل علي زيد اسماعيل قد نجحت في توقيف الحملة؟ ولماذا سكنت قضية أبو سلة منذ خروجه من الفنار؟

ليس المطلوب التصفية، أبدا، كما حدث مع اسكوبار، إنما المطلوب إنهاء هذا الفساد، وتوقيف هذه الحالات عند حدّها، فلم تعد بعلبك تحمل هذا القتل المقنّع لشبابها وبيئتها، ولا البلد بات يحمل وزر هذا النفق الاسود، فيكفي شبابنا أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa