جمال سليمان أراحَ حزب الله

10/11/2018 06:37AM

عبدالله قمح

على عكسِ الإنطباع السائد من أن خروج الأمين العام لحركة أنصار الله جمال سليمان من مخيّمِ الميّة وميّة، مثّل خسارة إستراتيجية لحزب الله، إلا أن المؤشرات تفيدُ عكس ذلك، بحيث شكّل سليمان بالنسبة إلى الحزب مؤخراً، حالة من القلقِ الدائم نتيجةً لجموحه وخروجه عن الخطِ المرسوم له.


زوّار الضاحية الجنوبية الذين كانوا يطرحون قضية "جمال سليمان"، دائماً ما كانوا ينقلون عبارات "القفقفة" التي يسمعونها من بعضِ مسؤولي الحزب حين يفتحُ موضوع جمال سليمان.


قيام مسؤولين عسكريين في "أنصار الله" بتدريب سلفيين تكفيريين




ثمّة مآخذ كثيرة من حزب الله على الرجل. قبل سنوات قليلة، أعلن سليمان "حالة تمرد" على الحزب كنتيجة لإقدام الأخير على قطعِ الموارد المالية عنه، بعد أن تمكن من الحصول على أدلة تشير إلى قيام مسؤولين عسكريين في "أنصار الله" بتدريب سلفيين تكفيريين ووجود علاقات قائمة بينهم بعلم قيادة الحركة!جمال سليمان وبدل أن يقدمُ على حلّ المشكلة، واكبها برمي جرعات من التّحدي على دفعات. 


أعلن أولاً فك ارتباطه بحزب الله وثانياً جاهر بدعم "التّحركات الإسلامية في سوريا".

وعلى سبيلِ الإحاطة وإدراك الحزب لمآرب سليمان المحترف في عملياتِ الإبتزاز، أعادَ فتح قنوات الإتصال معه مما مهّد لإصلاح الأمور وعودة العلاقة إلى سابق عهدها، وهو ما أرخى عن خلاصةٍ لدى معنيين قامت على نجاحِ جمال سليمان بابتزاز حزب الله!










المأخذ الثاني من الحزبِ كان أمنياً، لكون ملفات الرجل باتت ثقيلة، بعدما تمكّنت مختلف الأجهزة الأمنية المحلية من جمعِما يكفي من الأدلةِ عن تورّطه في إغتيالاتٍ وتصفيات، وهو ما مثّل حالة ضغط على حزب الله، ومحل تدخلات من قِبَل تلك الأجهزة لديه لـ "كف يده" ولو جزئياً عن ملفِ سليمان. 


يعتقدُ البعض أن استباق جمال سليمان للأمور ونقل المشكلة بينه وبين حركة فتح إلى مسارات عسكرية، أفاد حزب الله أكثر مما إضره، بحيثُ مثلت هذه الحالة حجر الزاوية التي وفرت السّبب الذي أدى إلى كف يده عن المخيم وإخراجه من دائرةِ قيادة "أنصار الله" ميدانياً. 


حزب الله حقق هدفاً استراتيجياً ولم يخسر تراكمات إستراتيجي



لا بُدّ من الإشارةِ هنا إلى أن حزب الله حقق هدفاً استراتيجياً ولم يخسر تراكمات إستراتيجية. فهو أبقى على قوة وسيطرة "أنصار الله" على مخيمِ المية ومية، بدليل أن الإتفاق الذي تم التّوصل إليه برعاية حركتي أمل وحماس، لم يتطرّق أبداً إلى تقليص أدوار "أنصار الله" العسكرية في المخيم، بل أبقَ على عناصرها ومراكزها كالسابق، 

مع إدخال تعديل طفيف على نقاطِ الإنتشار، ترك تنفيذها الى الجهات الفلسطينية.أمر آخر إستفادَ منه حزب الله، أن نقل مصدر القلق الدائم، جمال سليمان، إلى خارجِ المخيم، وتزكية القيادة الميدانية إلىرجل من القادة المركزيين، وهذا يعني أن حزب الله أبقى على مصالحه لكن مع إدخال هامشهو "حفظ الإستقرار".











وبالرغم من أن الإستبيان الناتج عن هذه القراءة يعودُ بفوائد على حزب الله بصفته راعياً لـ "أنصارالله"، وفوائد أخرى على المخيم ومحيطه كنتيجة ل ـ"سياسةِتقليم الأظافر " التي جرى إتباعها، إلا أن عاملون على الخطِ الفلسطيني، يشيرون إلى القدرات الأمنية التي يتمتعُ بها "الشيخ جمال" القادر على الإمساكِ بزمام الأمور من مزرعتهِ التي لجأ إليها في سوريا، وهي ليست المرة الأولى التي يغادرُ فيها المخيم متوجهاً إلى تلك البقعة.


الرجل الذي لا يغادرُ المسدس خصره، وشديد المجاهرة والإعتزاز بخلفيته الأمنية - الإسلامية، معروفٌ عنه أنه يمسكُ بمفاصل حركته، وأنه رجل برغماتي استطاع أن يوائم بين علاقته بحزب الله إلى جانبِ علاقة "جيدة" مع الإسلاميين السّلفيين خاصّة في عين الحلوة، لا سيّما بلال بدر الذي انتمى نجل سليمان، حمزة، إلى الأخير قبل فترة وساعد "جماعته" في القتالِ ضد حركة فتح مؤخراً، آتياً من جبهة النصرة التي قاتل بصفوفها في سوريا، بعلم أباه.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa