اختراق باسيل من قلبِ بيته

14/11/2018 06:15AM

عبدالله قمح 




في المنطقِ العام، قبلت الطبيعة تدجين الإنسان للخيول على سبيل الترويض، لكنها حتماً لن تقبل تدجين باقي الثدييات كي لا تصبحُ قاعدة الترويض هي الحاكمة خلافاً لنشأة الأرض وطبيعة تكوينها! ما يصلحُ ذكره لتوصيف حالة الطبيعة إنافاً لا يجوزُ تعميمه على الإنتخاباتِ النّيابية التي ظنّت في لحظة أن في إمكان البعض ترويض البعض الآخر لكنه يكتشفُ مؤخراً أنه "أخطأ".

النائب ميشال معوض مثال عصي على ترويض الوزير جبران باسيل وإن ساهمَ في تأمينِ المقعد النيابي لوريث وممثل آل معوض في الدار السّياسية اللبنانية الكبيرة. حكماً استطاع باسيل نيل بركة معوض وجعله عنصراً في جيشهِ كما فعل قبله رئيس مجلس النّواب نبيه برّي مع ورثة العائلات الإقطاعية في الجنوب الذين ارتضوا بما عرض عليهم حفاظاً على القليل من مواقعهم. وإن سجّل هنا نجاح برّي في كسب ولاء هؤلاء الكامل، لم يسجلُ لباسيل أن اقتطع معوض من بيئته السّياسية الاصلية!


النائب ميشال معوض مثال عصي على ترويض الوزير جبران باسيل

معوض الذي نالَ عضوية "تكتل لبنان القوي" المرؤوس من قبل التيار الوطني الحر والمتخذ سيفاً وترساً لدى العهد، لم ينصهر كلياً في حمم التكتل، فسرعان ما إمتطى صهوة الردود وأخذ يهاجمُ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير، حليف التيار وشريكه، وكلامه حول تمثيل النواب السّنة الستة، متخذاً صفة عضويته، في خروجٍ كامل عن تعميم رئيس التكتل، النائب جبران باسيل، الذي طلبَ قبل أيام قليلة من أعضاء التّكتل وجوب عدم مهاجمة حزب الله أو التّصريح في أمورِ النّزاعات قبل أخذ الموافقة من الرّئاسة (رئاسة التكتل).

ثمّة من يشير الى أن تعميم باسيل في تلكَ الأثناء، لم يكن ليأتي لو ملاحظته شرود معوض تحديداً عن "شروط العضوية" في تكتلِ لبنان القوي، التي تحفظ "وحدة الموقف" داخله مع الأخذ بهوامش قليلة تحفظ رأي بعض النواب السّياسي، من دونِ أن يؤثر رأيهم على التكتل، وهو ما لا ينطبقُ على النّائب معوض، 9الذي تسبّبت مواقفه الأخيرة بلفت نظر من حلفاء باسيل المفترضين الذين غمزوا له صوب ما يحدث داخل بيته، إلى حد وصفه البعض بـ "اختراق باسيل".

باسيل يريد أن يبعد شبح الإنقسام السّياسي عن "تكتله" حتى لا يظهر فقيراً 



خلال أو بعد اتخاذ باسيل قراره القاضي بـ "تنسيق التصريحات"، اتهم البعض يومها رئيس التيّار الوطني الحر بمحاولة التفرّد بالرأي داخل "التّكتل" الذي بُني على قاعدة "تحالف وتشابك مصالح بين مكوناته"، لكن الحقيقة هي أن باسيل يريد أن يبعد شبح الإنقسام السّياسي عن "تكتله" حتى لا يظهر فقيراً أو تظهر التشققات فيه، فيتحول ضعيفاً وهو الموضوع على كاهلهِ حماية العهد!

تشيرُ مصادر التّكتل في حديثها لموقع "السياسة" إلى صعوبة واضحة في "ضبطِ تصريحات النواب" وتعيدُ التّأكيد أن الغرض من تعميمِ باسيل لا يكمنُ في الهيمنةِ على تصريحاتهم بقدر ما هو "توحيدٌ لموقف التكتل أو بالحد الأدنى عدم شروده".

وعلى الرُغم من تأكيدِ أوساط التيّار على "حسن العلاقة بين باسيل ومعوض"، لكن مقولة "كثر الضّرب بيفك اللحام" قد تصلح للإعتماد في مواقفٍ مشابهة، طالما أن خيار "نائب زغرتا الزاوية" التغريد خارج سرب "لبنان القوي".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa