التكليف.."بطاقة التعريف" الضرورية للحريري خارج البلاد

23/01/2021 06:01AM

اصرار الحريري على التمسك بتكليفه، ورفضه الاعتذار اياً تكن وطأة الضغوط التي سيجبهها، وإن هو قبالة رئيس للجمهورية تصعب المساكنة معه. ما دام الدستور لا يقيّده بمهلة، ليس لأحد - بما في ذلك الغالبية النيابية صاحبة التفويض التي لم تجرّب - انتزاع التكليف منه. مغزى ذلك، بسبب العائق الدستوري وهو السابقة التي كرّسها قبل الحريري اسلافه ومن بعده سيرثها خلفاؤه، ان عليه ان لا يعترف يوماً بفشله في تأليف الحكومة، بل القاء اللائمة إما على رئيس الجمهورية غير المتعاون، او على الكتل والقوى السياسية وشروطها.

يفترض ذلك ان كل رئيس مكلف هو صاحب حق، ليس قابلاً للتنازل. مصيب وإن اخفق، او تكاسل في العثور على الحلول، وليس ثمة سبب يحمله عن التخلي عن هذا الامتياز. سبق للرئيس رفيق الحريري ان اعتذر مرتين عن عدم تأليف حكومة، اولى بعد تكليفه عام 1998 وثانية قبل تكليفه عام 2004، من غير ان يرى اعتذاره يمسّ طائفته، او يتعرّض اليها ويهينها، او نعت التكليف بأنه خطها الاحمر. مقارنة كهذه هي حتماً ظالمة للاب، لا لإبن لم يكن يوماً سرّ ابيه.

ليس الجانب الدستوري فحسب ما يعني الحريري او يتذرّع به، بل ثمة جانب شخصي لا يقل اهمية يحتاج اليه. بصفته رئيساً مكلفاً الى ما شاء، وضع الحريري في جيبه «بطاقة تعريف» يسعه التنقّل بها لمقابلة رؤساء الدول على انه الرئيس المقبل للحكومة اللبنانية. بطاقات الائتمان التي اتسمت بها سمعة والده حيثما حلّ تبخّرت، فإذا المرشح لترؤس حكومة لبنان تعوزه بطاقة تعريف فقط. من دونها هو نائب ورئيس كتلة، كلاهما غير كافيين كي يُحتفل به حيثما يهبط. فكيف اذا كان مثقلاً بالخصومات، بلا ظهير عربي اعتاده بيته منذ الحريري الاب، حاملاً على ظهره اكياس اخفاقاته وافلاس شركاته وديونه المتنقلة ما بين البلدان؟ اضف فقدانه زعامته المطلقة لطائفته في الداخل التي احتاجت منذ عقد الاربعينات، وليس منذ ايام والده الراحل فحسب، الى ظهيرها السعودي سياسياً ودينياً ومالياً. تصبح الابواب اكثر ايصاداً حينما يتيقّن من ان الرابط الوحيد، الاخير المتبقي، الذي لا يزال يجمعه بالرياض حتى الآن هو الجنسية السعودية، اذ تجعله ابناً طائعاً فيها.

ببطاقة التعريف ذهب في عطلة الاعياد الى الامارات العربية المتحدة، ومنها الى تركيا، ثم عاد اليها. في الرحلة الاولى الى ابو ظبي رَامَ الحصول على الجرعة الاولى من لقاح فايزر، من بعدها الى انقرة لمعالجة ديونه المتراكمة هناك، ثم الى ابوظبي اخيراً من اجل الجرعة الثانية من اللقاح. في الرحلة الثانية الى الامارات لم يُجَب عما طلبه - وقد طلبه هدية - وهو الحصول على 250 الف لقاح صيني كانت الامارة اشترت كمية هائلة منه، فقفل الزائر العادي عائداً.

ثالث الضوابط، تبعاً لما هو منسوب الى اوساط الرئيس المكلف، وفي الوقت ذاته يجد نفسه مربكاً، ان الخلاصة الفعلية للخروج من مأزق تعذّر تأليف الحكومة باتت تحوم من حول فكرة ما الذي يقتضي ان يقدّمه الى رئيس الجمهورية - او يتراجع عنه - كي يصل الى السرايا، ما يعني تسليمه بالشراكة الفعلية لرئيس الجمهورية في التأليف.


المصدر : الاخبار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa