بين التهديد والتنفيذ... لبنان رهينة حرب إسرائيلية جديدة؟

15/11/2018 06:53AM

لا تمضي فترة زمنية قصيرة من دون أن توجّه إسرائيل تهديدا للبنان ولقادته، وتتالت التهديدات في الآونة الأخيرة عبر سفراء وديبلوماسيين أوروبيين وأميركيين، وعبر تصريحات واضحة وصريحة من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتّحدة، متذرّعة بحضور ايران في المنطقة من خلال حزب الله وتزويده بالصواريخ والأسلحة وضرورة مواجهته.


وتؤكّد إسرائيل أنّها لن تسمح لحزب الله بالإفلات من العقاب، "مستقوية" بتطبيع العلاقات الذي يحصل أخيراً مع دول الخليج، وبالدعم الكامل لها من الولايات المتحدة خاصة مع رئيسها الحالي دونالد ترامب. 

بعد حرب تمّوز التي كبّدت إسرائيل ولبنان خسائر ماديّة وبشريّة فادحة، بات الطرفان يحسبان ألف حساب قبل أي شغبٍ حدودي. وبالرغم من ذلك فالسؤال اليوم مشروع عمّا إذا كانت التهديدات اليوم تصبّ في خانة الحرب النفسية على لبنان وعلى حزب الله الذي يمثّل ركناً أساسياً من الكيان اللبناني، أم أنّها تهديدات جديّة تشكّل خطراً فعلياً؟


الحلو: تؤكّد اسرائيل أن العملية المقبلة ضدّ لبنان ستكون مختلفة عن الـ2006 


في هذا السياق، تتفاوت الآراء ووجهات النظر، ويرى الكاتب والمحلّل الاستراتيجي العميد المتقاعد خليل الحلو أنّ "هذه التهديدات جديّة منذ أن أعلن نتنياهو من منبر الأمم المتّحدة عن امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة ومصانع لتطوير الأسلحة، وقبل ذلك بأياّم أعلن الأمين العام لحزب الله بخطابه في ذكرى عاشوراء عن امتلاك الحزب صواريخ دقيقة تطال إسرائيل بالعمق وتسبب لها الأذى، إذًا اعترف الفريقان المعنيان بوجود نيّة وقوع الحرب".


ويردف الحلو: "هذه التهديدات جديّة ولا يمكن القول بأنّها بروبغندا، لأنّ البروبغندا لا يُعلن عنها من منابر الأمم المتّحدة لتصل للعالم كلّه". ويضيف في حديثه لموقع "السياسة": "إسرائيل لا ترهبها صواريخ حزب الله، وإذا عدنا لحرب تمّوز الّتي أوهمونا خلالها أنّ الحزب حقق النصر، نرى أنّ إسرائيل ضربت لبنان بـ73000 طن من الصواريخ وكبّدته خسائر بقيمة 7مليار دولار وضحايا وصل عددهم للـ2000 ضحية، وحين قرّرت إسرائيل الانسحاب أوهم الحزب الناس بالربح وبقيت بذهن الصحافة والمجتمع أنّ حزب الله ربح الحرب".


ويتابع: "اليوم في الـ2018 طرأ تطوّرات تقنية وعسكرية وتكتيكية على حزب الله وعلى إسرائيل ، والأخيرة تؤكّد أن العملية المقبلة ضدّ لبنان ستكون مختلفة عن الـ2006 وستكون أقرب للاجتياح الإسرائيلي على لبنان في الـ1982، وحزب الله يعلم جيّدا أنّ الحرب هذه المرّة لن تقتصر على 33 يوماً".


وتساءل خليل "حزب الله قادر على إلحاق الأذى بإسرائيل ولكن ماذا يمكن لإسرائيل أن تسبّب للبنان بالقوّة الجوية الّتي تملكها؟"، لافتًا إلى أنّ "الدولة اللبنانية غير قادرة على التصدي لكّل هذه التهديدات والقرار ومصير البلد هو بيد حزب الله".


ومن جهة أخرى، يرى الخبير والمحلّل العسكري العميد المتقاعد أمين حطيط، أنّ "كلّ التهديدات التي تصدر عن إسرائيل باتّجاه حزب الله تقع في إطار الحرب النفسية والاقتصادية الّتي تشنّها إسرائيل مع أميركا ضدّ محور المقاومة، وبالتالي التهديدات لها أهداف غير عسكرية".


حطيط: اسرائيل عاجزة عن تنفيذ تهديداتها بسبب قدرة حزب الله الصاروخية


ويضيف في حديثه لـ"السياسة": "إسرائيل تعلم أنّها عاجزة عن أي عمل عسكري، وعاجزة عن احتواء ردّة الفعل التي سيقوم بها حزب الله في حال وقعت حرب بين الطرفين". مؤكّدا أنّ "المقاومة بتهديد أو بغير تهديد تبقى على جهوزية تامّة للمواجهة".


وعن تهديدات نتنياهو، يلفت حطيط: "نتنياهو يقول ما يعجر عن تنفيذه، وأعتقد أنّ إسرائيل كما يعرفها الخبراء، إذا أرادت أن تفعل وكانت قادرة على الفعل فإنّها تذهب للفعل مباشرة من غير أنّ تنذر، أمّا إذا أنذرت وهدّدت وتوعّدت فهذا يعني أنّها عاجزة عن فعل ما تريد، وما يمنعها عن الفعل هو امتلاك حزب الله صواريخ قادرة على ضرب أي هدف إسرائيلي وتدميره".


بين تهديد كلاميّ، وفعل عسكري، "سقفٌ زمني" تحدّده إسرائيل ويذكره رئيس وزرائها في كلامه، فهل ينتهي هذا السقف بقصفٍ مدمّرٍ للبنان أم بحلولٍ دبلوماسية "مستحيلة" تعفي بلداً أرهقته الحروب من جولة موتٍ جديدة؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa