إعادة النازحين الى سوريا صعب فكيف يواجه لبنان؟

29/11/2018 03:02PM

بيدو أن طريق عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، ليست معبّدة حتى السّاعة ولا في طور التعبيد، على ذمة اوساط دبلوماسية غربية تؤكد لـ"المركزية" ان الوضع السوري دخل في حال من الجمود لا يتوقع ان يتحرك في وقت قريب، على الأقل ليس قبل نهاية العام المقبل، وإن "الستاتيكو" القائم راهنا سيبقى من دون أي تعديل، ما دام يناسب جميع القوى المنخرطة في منظومة الأزمة السورية ميدانيا بما فيها الدول الكبرى الولايات المتحدة الاميركية، روسيا، تركيا، إيران والنظام السوري الذي تفيد الاوساط انه مرتاح الى وضعه، إذ ان المؤشرات بمجملها تصب في خانة بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم لمدة طويلة، خلافًا لتوقعات البعض، وإنه راضٍ عن الوضع العام في ظلّ استرجاع مناطق واسعة من قبضة الإرهابيين والأرجح انّه يفضل عدم عودة النازحين، خصوصا ان معظمهم من المناهضين للنظام وبقاءهم خارج البلاد لمصلحته.


وفي معرض تدعيم وجهة نظرها إزاء عدم عودة النازحين الى سوريا في المدى المنظور، تلفت الأوساط إلى الإشارة البالغة السلبية التي تجسدها خطوة إقدام المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا على تقديم استقالته، على أن يترك مهامه نهاية العام، بعدما بذل جهودا جبارة من أجل إنجاز المهمة التي انتدب لأجلها، إنجاز الحلّ السلمي للأزمة السورية، لكن الحظ لم يحالفه في ضوء انحراف مسار الأزمة عن خط تغيير النظام في اتجاه صراع القوى العالمية الكبرى على الأرض السورية.


حتى مسار آستانة، تضيف الأوساط لم يتمكن من تحقيق تقدّم على طريق الحل، وأقصى إنجازاته لم يلامس التسوية السياسية مكتفيا بتثبيت مناطق "خفض التوتر" حقنا للدماء، في حين يبقى مسار جنيف يدور في دوامة المراوحة السلبية وسط حزم الشروط والشروط المضادة لأطراف النزاع.


وتبعا لذلك، تنقل الأوساط عن مراجع غربية عليمة دعوتها المسؤولين اللبنانيين لتحصين بلادهم في مواجهة الواقع الصعب وتشغيل محركات وساطاتهم مع الدول الفاعلة والمؤثرة في ملف العودة لا سيما الإدارة الأميركية التي تملك، في رأي الاوساط، مفاتيح كثيرة يمكن استخدامها لمساعدة لبنان في هذا المجال، على أن يساعد نفسه أولا من خلال قطع الطريق على محاولات بدأت تذرّ بقرنها لضرب استقراره من بوابة إثارة الفتنة في الشارع، وثانيا عبر الوقوف سداً منيعا في مواجهة مساع تبذل في اكثر من اتجاه  لتغيير ديموغرافيته وقلب الموازين لمصلحة هذه الفئة او تلك، لان شأنا من هذا النوع سيطيح دور لبنان الرسالة والعيش المشترك. واذ تحذر من خطر الانزلاق المسيحي الى حلقة الصراع السنّي- الشيعي لما له من تداعيات على الساحة اللبنانية، تلفت الى الدور الروسي في اطار حماية الوجود المسيحي في الشرق عموما ولبنان في شكل خاص.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa