جعجع في "هدنةٍ قصرية"... فهل يعتزل السياسة؟

09/01/2019 06:47AM

"حزب القوات اللبنانية يفضّل التأنّي في خطواته والتهدئة في مواقفه في هذه المرحلة" مقولةٌ يرددها البعض تبريراً لمواقف وتغريدات رئيس الحزب، التي توحي بمرحلة مقبلة أكثر مرونة وطواعية مع المستجدات. يقول أحدهم إنها "مقتضيات البراغماتية"، ويعتقد آخر أن "القوات" يعيش اليوم ردّة فعلٍ تتوافق و"نوتًات" الساحة اللبنانية، بعدما قبل يحصةٍ "مرسومة له" تسهيلاً لتشكيل الحكومة، فلم يشاكس ولم يلجأ إلى الرفض والتعطيل، وربّما تخلّى عن بعض حقوقه، كي لا يُقال أنه المسؤول عن بقاء لبنان بلا حكومة في أصعب الظروف سياسياً واقتصادياً.


وعليه، يبدو أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اختار تبريد جبهة المواقف النارية في ظل المحاور الملتهبة في المنطقة، وآثر ملاطفة خصومه السابقين، أو أقلها التزم الصمت تجاه ارتكاباتهم، تاركاً قراءة الأحداث في المنطقة للتطورات التي تحملها الأيام المقبلة، مع اتساع رقعة التأييد العربي لإعادة "التطبيع الدبلوماسي" مع سوريا.


جعجع اختار تبريد جبهة المواقف النارية في ظل المحاور الملتهبة في المنطقة


يؤكد نائب تكتّل "الجمهورية القوية" عماد واكيم أن "هدوء جعجع عبارة عن تطبيق لأُسس مدرسة القوات اللبنانية المعروفة بسياسة محاربة الفساد، لبناء الدولة وعدم القبول بأي سلاح خارج قبضة القوى الأمنية والجيش اللبناني".


ويلفت واكيم في حديثه لـ"السياسة" إلى أن "الحزب يعمل وجعجع على وضع خطة اقتصادية واضحة وجاهزة للطرح، من تأمين مستلزمات مؤتمر سيدر إلى وضع خطة للخصخصة لتمويل الدورة الاقتصادية وتسهيل تفعيلها".


وبدوره يؤكد مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" شارل جبور "أن رئيس الحزب لم ينسحب من الحياة السياسية، بل هو في صميمها والدليل المقابلات الصحافية الخمس التي أطل من خلالها جعجع، وتناول فيها القضايا الأبرز على الساحتين الداخلية والخارجية وأصدر مواقفاً يارزة تصدّرت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي".


ويعتقد جبور في حديثه لـ"السياسة" أن البعض التبس عليه انسحاب القوات في الآونة الأخيرة من الساحة السياسية "غير أنه وبعد انتهاء ما عُرف بالعقدة المسيحية ابتعد الحزب عن التصعيد الكلاميّ عبر الإعلام وظلّ عمله مقتصرا على إيجاد الحلول لأزمات البلد". 


وهو العمل الذي تترجم بالمطالبة بتفعيل حكومة تصريف الأعمال "فعاود رئيس مجلس النواب نبيه بري تبني الطرح الذي كان أول من بادر إليه جعجع منذ أشهر، حين طالب رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة المكلف سعد الحريري بإعادة تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال وفق جدول أعمال محدد، مقتصر على أمور ضرورية واستثنائية للتصدي للأوضاع الخطيرة ومعالجة المشاكل الاقتصادية تحديداً" وفقاً لجبور. 


ويلفت إلى "أن القوات يأخذ بعين الاعتبار أن البلد في مرحلة من التسوية السياسية، وأن التهدئة لا تقتصر عليه بل على كل الأطراف، حتى حزب الله الذي يسير في سياسة التهدئة نفسها على الساحة اللبنانية، الأمر الذي برز في تصريح المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، الذي أكد فيه أن لا قرار ولا نية عند قيادة الحزب بالهجوم على الحريري"، مشدداً على أن "القوات" لن يتخلى عن وجهة نظره ورؤيته في الحياة السياسية التي تتناقض بشكل استراتيجي مع حزب الله.


فالأولية لدى جعجع اليوم "في المحافظة على الاستقرار السياسي والأمني والنقدي لضمانة سلامة الشعب ولقمة عيشه، إلى جانب الحفاظ على السيادة والشراكة وتنزيه الإدارة ومؤسساتها عبر الالتزام بالشفافية" على حدّ تعبير جبور.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa