خيبة بصورة "قمة".. عون وحيداً في واجهة بيروت

18/01/2019 06:58AM

منذ أيام والأنظار موجهة نحو القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستشهدها العاصمة بيروت في اليومين المقبلين، الا أن عواصف سياسية استبقت القمة على عجل، وتسبّبت بسيول من المواقف الحادة، وانخفاض في حرارة العلاقات الداخلية بين الاطراف السياسية.


 من مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الحادّة تجاه مشاركة الوفد الليبي في القمة وردود الافعال العونية، الى زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية "ديفيد هيل" المكوكية الى لبنان، فالتصعيد المفاجىء لتيار المستقبل بوجه بري، حبل من نار محكم الخناق التّف على عنق القمة وحكم عليها بالـ "كوما"، فدخلت غرفة العناية الفائقة في واجهة بيروت البحرية.


 ساعة الصفر بدأت، والآمال المعقودة على قمة كانت باب فرج لاستعادة ثقة الدول العربية بعد مرحلة من شبه المقاطعة سواء السياحية أو الاقتصادية، تلّوح بخيبة قد حذّر منها الرئيس بري، في ظل غياب حكومة فاعلة وعدم عودة سوريا الى الجامعة العربية. فدعوات فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون خرجت من بعبدا الى الرؤساء والامراء والملوك، وعادت بمستوى وفود قلّت حتى عن تمثيل بوزير خارجية.

نجاح القمة أصبح على المحك وصورة لبنان تهتز أمام هذا الحدث


نجاح القمة أصبح على المحك، وصورة لبنان تهتز أمام هذا الحدث، لاسيما بعد سلسلة الإعتذارات العربية عن الحضور بمستوى رؤساء وملوك، والتي تعود لأسباب وعوامل عديدة ومتوقعة من الأساس، منها أن "الجامعة العربية بحد ذاتها مؤسسة مصابة بالكسل منذ زمن طويل، وتكاد تكون قنبلة صوتية بلا أي موضوع أو معنى، كما أن هذا الكسل أصبح جزء من طبيعة تركيبة هذه المؤسسة التي تحتاج الى إعادة بحث جديّة في نظامها الداخلي بل في وجودها من الأساسي"، بحسب ما عبّر عنه مدير مركز الإرتكاز الاعلامي سالم زهران.


زهران وفي حديث لموقع "السياسة"، يرى أنه ليس مستغربا ما يشاع في بيروت عن الدور الاميركي كعامل جدّي لفرط عقد هذه القمة، في ظل سعي الاميركيين الى إنشاء "نيتو العرب" كبديل عن جامعة الدول العربية.


وعن تأثير عدم وجود حكومة وإجماع سياسي داخلي لبناني على مستوى التمثيل المنخفض في القمة، يشير الى أن "الخلافات الداخلية هي حتما عامل إضافي ولكنها ليست الأساس، فغياب الحكومة اللبنانية لا يشجع أحد على القدوم الى هذه القمة". وتساءل "ليتخيّل أي قارىء لو كان رئيسا عربيا، هل كان ليأتي الى بلد مثل لبنان في ظل عدم اتفاق على حكومة أو حتى سياسة داخلية و خارجية؟".

لرئيس الجمهورية رغبة بتسجيل انعقاد القمة في عهده


وأمام عدم وجود حكومة فعلية تقدم الى القمة طروحات وتطرح مشاكل البلد المضيف الذي يعاني من أزمات تثقل كاهله الإقتصادي، كيف ستكون الإستفادة من الأخيرة التي لم تدرج على جدول أعمالها أي بند يتعلق بلبنان؟ إذا فالجدوى ستبقى معنوية وليست مادية، من خلال رغبة رئيس الجمهورية  تسجيل أنعقاد هذه القمة في عهده، بحسب زهران.

 

كما لم يخف على أحد أن أهم البنود المطروحة على جدول أعمال القمة الإقتصادية هو أزمة النزوح السوري، والتي "هي مسألة أكبر من يد العرب مجتمعين، ومعني فيها طرفين أساسيين هما الجانب اللبناني والجانب السوري"، يقول الإعلامي سالم زهران. 

ويعتبر أن "كل نقاش خارج الطرفين لا قيمة له"، مضيفا "اليوم يثبت مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنه القناة الجديّة الوحيدة في مسألة عودة النازحين السوريين الى ديارهم".


وحول التحليلات التي تضع كل ما يجري في إطار تسجيل النقاط السياسية، يرى زهران "أن هذا الامر يأتي عرضا. نحن في لبنان نعتقد أن العالم كله مشغول بأخبارنا لكن في الحقيقة نحن نبالغ أكثر من اللزوم، فلا أحد يكترث لأمرنا".


لا حكومة تصادق على مقررات قمة ستبحث أزمة النزوح السوري بغياب دمشق، وتطرح مشروع تنموي عربي من بوابة بيروت التي لم يلب دعوتها ملوك عرب صُرفت لأجلهم ملايين الدولارات في سبيل "حسن الضيافة"، فيما قمّتهم وُلدت ميتة أصلا.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa